نسبة كبيرة من فلاح المؤمن في دنياه قبل آخرته ترتكز حول تزكيته لنفسه ، إصلاح عيوبها و مجاهدة أهواءها . خلق الله تعالى النفس البشرية و ألهمها فجورها و تقواها لغاية الإختبار الدنيوي . قوله تعالى : { وَنَفْس وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورهَا وَتَقْوَاهَا } و أنزل الكتاب رحمة و هدى للمتقين . قال تعالى : ﴿ذلِكَ الْكِتابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ﴾ فبمخالفة الهوى و تتبع القرآن يسلم الإنسان لربه و يصير محسنا مرتقبا له أين ما كان و هذا يزيد من إخلاصه لله و قربه منه . فكأن حياة النفس تقف عند الآية التالية : { فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } فالبطولة أن تقف عند حدود الله و لو كلفك الأمر حياتك كلها . و الهلاك كل الهلاك أن تخسر آخرتك باستجابتك لنفسك الأمارة بالسوء و لوساوس الشيطان طاغيا على حرمات الله .⚠️ فسيطر على نفسك قبل أن تسوق بك إلى ما لا يحمد عقباه . و تدبر معاني القرآن . و صلي و سلم على الحبيب المصطفى و آله و صحبه أجمعين . ❤🤲