Рет қаралды 18,066
قصائد شهر محرم ١٤٤٢
القصيدة الاولى
القاء: الشاعر احمد زهير الكاظمي
تَجاوَبنَ بِالإِرنانِ وَالزَفَراتِ
نَوائِحُ عُجمُ اللَفظِ وَالنَطِقاتِ
يُخَبِّرنَ بِالأَنفاسِ عَن سِرِّ أَنفُسٍ
أَسارى هَوىً ماضٍ وَآخَرَ آتِ
فَأَسعَدنَ أَو أَسعَفنَ حَتّى تَقَوَّضَت
صُفوفُ الدُجى بِالفَجرِ مُنهَزِماتِ
عَلى العَرَصاتِ الخالِياتِ مِنَ المَها
سَلامُ شَبَحٍ حَسبٍّ عَلى العَرَصاتِ
فَعَهدي بِها خُضرَ المَعاهِدِ مَألَفاً
مِنَ العَطِراتِ البيضِ وَالخَفِراتِ
لَيالِيَ يُعدينَ الوِصالَ عَلى القِلى
وَيُعدي تَدانينا عَلى الغَرَباتِ
وَإِذ هُنَّ يَلحَظنَ العُيونَ سَوافِراً
وَيَستُرنَ بِالأَيدي عَلى الوَجَناتِ
وَإِذ كُلَّ يَومٍ لي بِلَحظِيَ نَشوَةٌ
يَبيتُ لَها قَلبي عَلى نَشَواتي
فَكَم حَسَراتٍ هاجَها بِمُحَسِّرٍ
وَقوفِيَ يَومَ الجَمعِ مِن عَرَفاتِ
أَلَم تَرَ لِلأَيّامِ ماجَرَّ جَورُها
عَلى الناسِ مِن نَقصٍ وَطولِ شَتاتِ
وَمِن دُوَلِ المُستَهتِرينَ وَمَن غَدا
بِهِم طالِباً لِلنورِ في الظُلُماتِ
فَكَيفَ وَمِن أَنّى يُطالِبُ زُلفَةً
إِلى اللَهِ بَعدَ الصَومِ وَالصَلَواتِ
سِوى حُبِّ أَبناءِ النَبِيِّ وَرَهطِهِ
وَبُغضِ بَني الزَرقاءِ وَالعَبَلاتِ
وَهِندٍ وَما أَدَّت سُمَيَّةُ وَاِبنُها
أولو الكُفرِ في الإِسلامِ وَالفَجَراتِ
هُمُ نَقَضوا عَهدَ الكِتابِ وَفَرضَهُ
وَمُحكَمَهُ بِالزورِ وَالشُبُهاتِ
وَلَم تَكُ إِلّا مِحنَةٌ كَشَفَتهُمُ
بِدَعوى ضَلالٍ مِن هَنٍ وَهَناتِ
تُراثٌ بِلا قُربى وَمِلكٌ بِلا هُدىً
وَحُكمٌ بِلا شورى بِغَيرِ هُداةِ
رَزايا أَرَتنا خُضرَةَ الأُفقِ حُمرَةً
وَرَدَّت أُجاجاً طَعمَ كُلِّ فُراتِ
وَما سَهَّلَت تِلكَ المَذاهِبَ فيهِمُ
عَلى الناسِ إِلّا بَيعَةُ الفَلَتاتِ
وَما نالَ أَصحابُ السَقيفَةِ إِمرَةً
بِدَعوى تُراثٍ بَل بِأَمرِ تِراتِ
وَلَو قَلَّدوا الموصى إِلَيهِ زِمامَها
لَزُمَّت بِمَأمونٍ مِنَ العَثَراتِ
أَخا خاتِمَ الرُسلِ المُصَفّى مِنَ القَذى
وَمُفتَرِسَ الأَبطالِ في الغَمَراتِ
فَإِن جَحَدوا كانَ الغَديرُ شَهيدَهُ
وَبَدرٌ وَأُحدٌ شامِخَ الهَضَباتِ
وَأَيٌّ مِن القُرآنِ تُتلى بِفَضلِهِ
وَإيثارُهُ بِالقوتِ في اللَزباتِ
وَغُرُّ خِلالٍ أَدرَكَتهُ بِسَبقِها
مَناقِبُ كانَت فيهِ مُؤتَنِفاتِ
مَناقِبُ لَم تُدرَك بِكَيدٍ وَلَم تُنَل
بِشَيءٍ سِوى حَدِّ القَنا الذَرباتِ
نَجِيٌّ لِجِبريلَ الأَمينِ وَأَنتُمُ
عُكوفٌ عَلى العُزّي مَعاً وَمَناةِ
بَكَيتُ لِرَسمِ الدارِ مِن عَرَفاتِ
وَأَذرَيتُ دَمَعَ العَينِ في الوَجَناتِ
وَفَكَّ عُرى صَبري وَهاجَت صَبابَتي
رُسومُ دِيارٍ قَد عَفَت وَعِراتِ
مَدارِسُ آياتٍ خَلَت مِن تِلاوَةٍ
وَمَنزِلُ وَحيٍ مُقفِرُ العَرَصاتِ
لِآلِ رَسولِ اللَهِ بِالخَيفِ مِن مِنىً
وَبِالرُكنِ وَالتَعريفِ وَالجَمَراتِ
دِيارُ عَلِيٍّ وَالحُسَينِ وَجَعفَرٍ
وَحَمزَةَ وَالسُجّادِ ذي الثَفِناتِ
دِيارٌ لِعَبدِ اللَهِ وَالفَضلِ صِنوِهِ
نَجِيِّ رَسولِ اللَهِ في الخَلَواتِ
وَسِبطَي رَسولِ اللَهِ وَاِبَني وَصِيَّهِ
وَوارِثِ عِلمِ اللَهِ وَالحَسَناتِ
مَنازِلُ وَحيُ اللَهِ يَنزِلُ بَينَها
عَلى أَحمَدَ المَذكورِ في السوراتِ
مَنازِلُ قَومٍ يُهتَدى بِهُداهُمُ
فَتُؤمَنُ مِنهُم زَلَّةُ العَثَراتِ
مَنازِلُ كانَت لِلصَلاةِ وَلِلتُقى
وَلِلصَومِ وَالتَطهيرِ وَالحَسَناتِ
مَنازِلُ لا تَيمٌ يَحُلُّ بِرَبعِها
وَلا اِبنُ صُهاكٍ هاتِكُ الحُرُماتِ
دِيارٌ عَفاها جَورُ كُلِّ مُنابِذٍ
وَلَم تَعفُ لِلأَيّامِ وَالسَنَواتِ
فَيا وارِثي عِلمِ النَبِيِّ وَآلِهِ
عَلَيكُم سَلامٌ دائِمُ النَفَحاتِ
قِفا نَسأَلِ الدارَ الَّتي خَفَّ أَهلُها
مَتى عَهدُها بِالصَومِ وَالصَلَواتِ
وَأَينَ الأُلى شَطَّت بِهِم غَربَةُ النَوى
أَفانينَ في الآفاقِ مُفتَرِقاتِ
هُمُ أَهلُ ميراثِ النَبِيِّ إِذا اِعتَزَوا
وَهُم خَيرُ قاداتٍ وَخَيرُ حُماةِ
إِذا لَم نُناجِ اللَهَ في صَلَواتِنا
بِأَسمائِهِم لَم يَقبَل الصَلَواتِ
مَطاعيمُ في الاِقتارِ في كُلِّ مَشهَدِ
لَقَد شُرِّفوا بِالفَضلِ وَالبَرَكاتِ
وَما الناسُ إِلّا حاسِدٌ وَمُكَذِّبٌ
وَمُضطَغِنٌ ذو إِحنَةٍ وَتِراتِ
إِذا ذَكَروا قَتلى بِبَدرٍ وَخَيبَرٍ
وَيَومَ حُنَينٍ أَسبَلوا العَبَراتِ
وَكَيفَ يُحِبّونَ النَبِيَّ وَرَهطَهُ
وَهُم تَرَكوا أَحشائَهُم وَغِراتِ
لَقَد لا يَنوهُ في المَقالِ وَأَضمَروا
قُلوباً عَلى الأَحقادِ مُنطَوِياتِ
فَإِن لَم تَكُن إِلّا بِقُربى مُحَمَّدٍ
فَهاشِمُ أَولى مِن هَنٍ وَهَناتِ
سَقى اللَهُ قَبراً بِالمَدينَةِ غَيثَهَ
فَقَد حَلَّ فيهِ الأَمنُ بِالبَرَكاتِ
نَبِيُّ الهُدى صَلّى عَلَيهِ مَليكُهُ
وَبَلَّغَ عَنّا روحَهُ التُحَفاتِ
وَصَلّى عَلَيهِ اللَهُ ماذَرَّ شارِقٌ
وَلاحَت نُجومُ اللَيلِ مُبتَدِراتِ
أَفاطِمُ لَو خِلتِ الحُسَينَ مَجَدَّلاً
وَقَد ماتَ عَطشاناً بِشَطِّ فُراتِ
إِذَن لَلَطَمتِ الخَدَّ فاطِمُ عِندَهُ
وَأَجرَيتِ دَمعَ العَينِ في الوَجَناتِ
أَفاطِمُ قومي يا اِبنَةَ الخَيرِ وَاِندُبي
نُجومَ سَمَواتٍ بِأَرضِ فَلاةِ
قُبورٌ بِكوفانٍ وَأُخرى بِطيبَةٍ
وَأُخرى بِفَخٍّ نالَها صَلَواتي
وَأُخرى بِأَرضِ الجوزَجانِ مَحَلُّها
وَقَبرٌ بِباخَمرا لَدى القُرُباتِ
وَقَبرٌ بِبَغدادٍ لِنَفسٍ زَكِيَّةٍ
تَضَمَّنَها الرَحمَنُ في الغُرُفاتِ
فَأَمّا المُمِضّاتُ الَّتي لَستُ بالِغاً
مَبالِغَها مِنّي بِكُنهِ صِفاتِ
قُبورٌ بِجَنبِ النَهرِ مِن أَرضِ كَربَلا
مُعَرَّسُهُم مِنها بِشَطِّ فُراتِ
تُوُفّوا عِطاشاً بِالعَراءِ فَلَيتَني
تُوُفّيتُ فيهِم قَبلَ حينِ وَفاتي