Рет қаралды 28,814
محرم 1442هـ
ابن الزبير وأزمة نظرية مدرسة الخلفاء
كتابة الفاضلة أم عبد الله
ملاحظة : هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : al-saif.net/?ac...
من كلام سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي سلام الله عليه أنه قال ( انظروا أهل بيت نبيكم فإن نهضوا فانهضوا وإن لبدوا فالبدوا ولاتتقدموا عليهم فتضلوا ولاتتأخروا عنهم فتهلكوا فإنهم لن يخرجوكم من هدى و لن يدخلوكم في ضلال )
اختار الله سبحانه و تعالى للبشر قادة و سادة وهم آل بيت محمد المصطفى صلوات الله و سلامه عليه و عليهم .
في هذا المقطع من كلام أمير المؤمنين عليه السلام ، يخاطب الناس انظروا أهل بيت نبيكم . تطلعوا إليهم ، انظروا الى خطواتهم ، حين ينهضون انهضوا معهم و حين يسكتون اسكتوا معهم ، لماذا؟ لأنهم لن يخرجوكم من هدى ولن يدخلوكم في ضلال .
واجعلوا خطواتكم على خطواتهم لاتتقدموا عليهم في شيء ، فإن التقدم عليهم في ضلال ولا تتأخروا عنهم في توجيهاتهم فأن التأخير عن متابعتهم هو الهلاك .
هذ الأمر ليس مجرد نظرية وإنما للأسف طبقت الأمة تجربة التأخر عن أهل البيت عليهم السلام فحصدت ماحصدت .
لقد قالت فاطمة الزهراء سلام الله عليها بعد وفاة النبي صل الله عليه وآله وسلم ، و تأخر الناس عن بيعة أمير المؤمنين عليه السلام : "أما والله وربك قد لقحت فنظرت ريثما تنتج " الناقة تلقحت الآن ، بعدين انتظروا مما ستحصدون من وراء الفتنة هذه : الانحراف ، تأخير الإمام أمير المؤمنين عن منصبه ، التأخر عن إتباعه ، فنظرت ريثما تنتج ثم احتلبوا طلاع القبع دمًا عبيطا .
بدل ما أن الناقة عندما تلقح وتصبح حاملاً ، أخلافها وضروعها تمتلئ باللبن الصافي اللذيذ ، لا : أنتم ستجنون دماء وستجنون فتن ثم احتلبوا طلاع القبع ملئ الدلو و لكن ماذا ليس اللبن وإنما دمًا عبيطًا وذعافًا ممقرنًا مميتا ، سمومًا مبيدة فتاكة بعد ذلك ستتأسفون لا يفيدكم هذا .
نحن رأيناه في التاريخ رأي العين من جهتين : من جهة تولي الأمويين للخلافة ، و من جهة الثورات التي حدثت ضد الأمويين على غير نهج أهل البيت . لم تكن أحسن حال منهم ، مثل ثورة نهضة عبد الله ابن الزبير ثأر ضد الأمويين حارب الأمويين، قاوم الأمويين ، و لكن لما كان على غير هدى منهج أهل البيت بل كان مضاد لهم فقد وقع في أخطاء كأخطائهم و مستنقعات أسوء من مستنقعاتهما ، مما يتبين في ذلك سواء كان الطرف الأموي إلا هو الحاكم أو ذاك الطرف المعارض إلا هو الزبيري مادام يتحدث على غير المنهج الذي يتحدث عنهم أمير المؤمنين عليه السلام
انظروا أهل بيت نبيكم . مادام على غير هذا المنهج ستكون نفس النتائج ، ما الذي حصل ؟ هذه الثورة هذه النهضة هذه الحركة الزبيرية جِدًّا مهمة دراستها والتطلع عليها ، لماذا؟ لان فيها برهان واضح وجلي على خطأ النظرية السياسية التي يتبناها اتباع مدرسة الخلفاء من هو الحاكم من هو الوالي من هو أمير المؤمنين حسب التعبير.
بالنسبة إلى مدرسة الإمامية واتباع آل محمد صل الله عليه وآله الأمر واضح من زمان رسول الله تم تعيين الأئمة والقادة وولاة الأمر وهم علي وذريته إلى ٢٥٠ سنة معينة ومجسدة واضحة بالأسماء أن الإمام لازم يكون معصوم لازم يكون اعلم الموجودين لازم يكون هذه الصفات أكمل الموجودين أخلاقا من الناحية العلمية والعملية وأن يكون منصوصًا عليه و أن يكون معصومًا عن كل ذنب ونقص ، القضية واضحة .
لما نأتي إلى المدرسة الأخرى نجد أن هذا التعثر في من يكون الوالي من هو أمير المؤمنين من هو خليفة المسلمين من هو الإمام نجد أن التعثر موجود ، في زمان الخلفاء الأربعة كل واحد جاء بطريقة مختلفة عن الطريقة الماضية فلا يوجد تشخيص واضح للنظرية .
الخليفة الأول جاء بطريقة تختلف عن الخليفة الثاني والخليفة الثاني جاء بطريقة تختلف عن الخليفة الثالث والثالث جاء بطريقة تختلف عن الرابع ، فلا توجد هناك وحدة في النظرية بخلاف الإمامية .
في نظرهم الذي ينتصر هو الحاكم . فمادام أن معاوية ابن أبي سفيان تغلب و استطاع أن يأخذ بزمام المبادرة بيده ، إذن هو أمير المؤمنين وهو الذي بيده الأمر هو الذي ينبغي أن يبايع .
جاء بهذه الطريقة ولى ابنه يزيد ابن معاوية ، يزيد : الفسق والخمر والفجور عندهم ايضًا .
فبتالي اضطروا إلى أن يبتكروا نظرية أخرى وهي يجوز أن ينصب الفاسق ، ليست هناك مشكلة في هذا الشيء
مكان رسول الله صل الله عليه وآله في الخلافة باستثناء قضايا الوحي والنبوة والرسالة وماشابه ذلك ، يأتي و يصعد على هذا المكان ويستلم هذا المنصب واحد فاسق فاجر أي أحد من المسلمين مستقيم هو أفضل منه ، طبعًا لما يكون هو أمير المؤمنين هو الذي بيده يُعين الصوم والجماعة والإفطار والجمعة والحج والى غير ذلك و لابد أن يتبع في ذلك .
نفرض أن هناك نزاع مادام القضية ليست قضية مؤهلات وصفات ليس الأعلم بين الناس ليس الأكمل ليس المنصوص عليه ، مثل ما أنت عليك حق هو عليه حق والثالث والرابع .
بمعنى الذي يغلب يصير بيده الأمر والنهي إذن صارت القوة العسكرية هي التي تعين الإمامة والإمارة وولاية الأمر أين هذا وأين القرآن الكريم الذي يعين ( وَجَعَلْنَٰهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا)
وأين رسول الله الذي يعين هؤلاء الأئمة والإمام أمير المؤمنين ، أصبح الذي يغلب هو من يتولى الأمر على سبيل المثال واليين أعتراكا واحد منهم غلب الثاني أو العكس المسألة ذاك الثاني هو الوالي وهذا بالضبط الذي حدث في قضية ابن الزبير.
الشاهد على ذلك يتبين أن هذه النظرية السياسية في الحكم عند مدرسة الخلفاء نظرية غير صحيحة وهي تمكين المجرمين أي واحد عنده حيلة أي واحد عنده قوة أي واحد عنده عسكر يستطيع أن يصبح أمام المسلمين ، ويصبح خليفة رسول الله وأمير المؤمنين بدون أن يمتلك أي مؤهل من المؤهلات ، و هذا الذي حدث في ثورة ونهضة عبد الله ابن الزبير.