Рет қаралды 35,345
أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام
كتابة الأخت الفاضلة ليلى الشافعي
هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : al-saif.net/?ac...
منزلة النبي إبراهيم في الديانات :
لا بد أن نشير إلى أن نبي الله إبراهيم حظي بمنزلةٍ لم يحظَ بها أي نبي من الأنبياء قاطبةً في ذاكرة الديانات السماوية الثلاث مع أنه في اعتقادنا ليس أفضل من النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) لكن موقع النبي إبراهيم في أتباع الديانات وحضوره في ذاكرتها تشريعاتها لا يماثله حضور نبيٍ أبدًا فهو عند اليهود يعتبر أبا الأمة اليهودية ، يوقرونه غاية التوقير ويعتقدون أن الله بواسطته جعل عهدًا عند اليهود اختصهم به ويعتبرونه من اليهود . والمسيحيون أيضًا يكرمون مقام نبي الله إبراهيم أيما تكريم . والمسلون أيضًا يفعلون ذلك . وحق لإبراهيم أن يكون له هذه المنزلة . ففي القرآن الكريم تقريبًا الآيات التي تناولت قصة إبراهيم بالإضافة إلى سورةٍ باسمه الشريف هناك حوالي 110 آيات تتحدث عن قصة إبراهيم وهي تشكل ما يقارب من اثنان في المائة من كل آيات القرآن الكريم ، وأما بالنسبة إلى قصص الأنبياء فتشكل هذه النسبة نسبةً عاليةً جدًا . فنبي الله إبراهيم بالإضافة إلى ذلك هو والد الأنبياء وأبو الأنبياء ولا ريب أن من يكون من صلبه ومن سلسلته الأنبياء لا بد أن يكون فيه جهة تفضيلٍ خاصةٍ جعلت هذه النعمة يحظى بها دون غيره ، كيف أننا نقول أن الحسين سلام الله عليه اختصه الله بأن جعل الأئمة من ذريته فإن نبي الله إبراهيم جعل الأنبياء من ذريته ، فإن أعظم الأنبياء نبينا محمدًا ( صلى الله عليه وآله ) هو من ذرية إبراهيم ، هو من إسماعيل وإسماعيل بن إبراهيم . وأما باقي الأنبياء من نسل إسحاق ويعقوب ويوسف وداوود وسليمان وموسى وهارون وذا الكفل واليسع هؤلاء كلهم بل وعيسى بن مريم من خلال أمه كل هؤلاء كانوا من ذرية إبراهيم عليه السلام . فهو والد الأنبياء المكرمين والمحترمين .
ودع عنك كيف تحدث القرآن عنه فجعله أمةًً كاملة وليس فردًا، فبيده أقيم صرح التوحيد في هذه الأرض بعدما دمر بطوفان نوح ، بنى إبراهيم الكعبة المشرفة لتكون صرح التوحيد ومحور العبادة وقلب أمة الإسلام وللإشارة إلى الله عز وجل في هذه الأرض .هذا هو نبي الله إبراهيم (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم )
نسبة الكذب إليه في الصحاح :
ولذلك نتعجب مع هذه المنزلة العظيمة مما ورد في بعض صحاح المسلمين من نسبة أمورٍ غير صحيحةٍ لإبراهيم ، مثل قولهم في بعض الصحاح إن إبراهيم والعياذ بالله كذب ثلاث كذباتٍ ، إن كذبةً واحدةً هي خطلةٌ وزللٌ لا يمكن أن يصدر ممن هو دون مقام إبراهيم من الأنبياء فكيف إذا كان في هذا المقام ولكن هذا من آثار تسرب الأحاديث والروايات الإسرائيلية في حضورنا الإسلامي المتقدم وسنشير إلى ذلك من أنه بالذات في تفاصيل قصص الأنبياء يوجد هناك أخطاءٌ كثيرةٌ انتقلت عبر علماء أهل الكتاب الذين أسلموا ككعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد الله بن سلام ، هؤلاء كانوا من علماء أهل الكتاب عندما جاؤوا وهم معبؤون بهذه الثقافة تسربت بقصدٍ أو بغير قصدٍ إلى المجتمع الإسلامي في صورة قصص وكلمات واختلطت بالأحاديث فيما بعد .
ولادة نبي الله إبراهيم :
ولد نبي الله إبراهيم في بلدٍ كان أسمها القديم أور الكلدان وقد يعبر عنها باسم كوثا أو كودوا وأما بالتعريف الحديث فأطراف بلدة الناصرية في جنوب العراق ، على بعد بضع كيلومترات منها يوجد تلة إبراهيم فيها أحافير ويفترض أن هذه المنطقة تعادل المنطقة القديمة التي ولد فيها نبي الله إبراهيم .
في هذه الفترة كان الحاكم لتلك المنطقة وما حولها نمرود المعروف .
أما والد إبراهيم عندنا الإمامية هو تارخ وعند غير الإمامية هو آزر . فنحن الإمامية نعتقد أن آباء الأنبياء لم يكونوا كافرين وهذا يقتضيه انتخاب الله سبحانه وتعالى لأنبيائه بل وأوصيائه وأوليائه من الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة والموحدين وذلك كي لا يتأثر هؤلاء بعوامل الوراثة السيئة ، فإن من تمرغ في عبادة الأصنام وعجن بالشرك والكفر بالله من الممكن أن يؤثر في أبنائه ، ثم أن ما يثبته التاريخ أن أبا إبراهيم كان اسمه تارخ . نعم ورد في القرآن الكريم ما ظاهره أن آزر هو والد إبراهيم وقد قال الإمامية في رد هذا الكلام بأن الدليل العقلي الأول تأسس على أنه لا يمكن أن ينتخب الله أزكى وأفضل الخلق من مزابل الشرك وبالإضافة إلى ذلك فإن العرب في طريقة تخاطبهم يعتبرون العم أبًا وجرى القرآن الكريم على طريقتهم في قضية إبراهيم وفي قضية يعقوب حيث يقول القرآن الكريم : ( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل ويعقوب )
لا ريب أن أبناء يعقوب لم يكونوا يعتقدون أن إسماعيل أبًا لهم ولا جدًا لهم وإنما هو عمهم فهو أخو إسحاق والد يعقوب ويعقوب حين سأل أبنائه ما تعبدون من بعدي ؟ قالوا له : نعبدوا إله آبائك . فمن هم آباء يعقوب ؟ هم إسحاق وإبراهيم فإسماعيل ليس أبًا ليعقوب وإنما عمٌ له ولكن عبر عنه القرآن الكريم بأنه من الآباء . بالإضافة إلى أدلةٍ أخرى يقيمها الإمامية .
فولد نبي الله إبراهيم في زمان ذلك الملك الجبار النمرود والديانة الرسمية التي كانت في ذلك الوقت هي عبادة الكواكب والأفلاك والنجوم ويشير بعض الباحثين إلى أن عبادة الكواكب والنجوم والأفلاك والشمس والقمر والزهرة وغير ذلك ، هذه ملاحظة موجودة في معظم المناطق الزراعية والرعوية التي تعتمد على الزراعة والأمطار والأنهار والنشاط الزراعي فيها نشاط أساسي هذا يجعلهم يتعلمون النجوم والأفلاك وبسبب جهلهم في ذلك الوقت كانوا يعتقدون أن هذه النجوم لها أثرٌ في الأرض فإذا طلع النجم الفلاني كان له تأثير في الزرع وإذا طلع النجم الفلاني نزل المطر فيتصورون أن هذه النجوم والأفلاك والشمس هي المؤثر الحقيقي في هذه الأمور فكانوا يقدرون الكواكب ويتقربون إليها ويرجون خيرها ويتتقون شرها بالقرابين وما شابه ذلك ....