Рет қаралды 7,779
أولا صلو على رسول الله صلى الله عليه وسلم
شكراً على المشاهدة
*خطبة بعنوان: وما النصر إلا من عند الله*
الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، أيها الأحبة في الله، إن النصر هو مطلب كل إنسان يسعى لتحقيق أهدافه وطموحاته، وهو ما يريده الأفراد والجماعات، بل والأمم. لكن، هل تساءلنا يوماً: من أين يأتي هذا النصر؟ وكيف يمكننا تحقيقه؟ إن الجواب هو ما جاء في كتاب الله تعالى: "وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ" (آل عمران: 126).
*أولاً: مفهوم النصر في الإسلام*
النصر في الإسلام ليس مجرد انتصار عسكري أو تفوق على الخصوم، بل هو تحقيق للحق والعدل، وإقامة للقيم والمبادئ. وهو يأتي من الله سبحانه وتعالى كجزء من إرادته التي تدبر الكون، لذلك يجب أن نفهم أن النصر له أبعاد روحية ومعنوية.
*ثانياً: أسباب النصر*
قال تعالى: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" (محمد: 7). إن من أسباب النصر الإيمان القوي بالله، والتوكل عليه، والاعتماد عليه في جميع الأمور. كما أن العمل الصالح، والاجتهاد في أداء الواجبات، والاجتماع على الخير، كلها من العوامل التي تُعين على تحقيق النصر.
فقد شهد التاريخ الإسلامي العديد من المعارك التي انتصر فيها المسلمون رغم قلة عددهم، لكنهم كانوا أقوياء بإيمانهم وتوكلهم على الله. كغزوة بدر الكبرى، حيث كانوا قلة لكن نصرهم الله بمدد من السماء.
*ثالثاً: الصبر والثبات*
عندما يتعرض المسلمون للابتلاءات والفتن، يجب أن يتذكروا أن النصر يتطلب الصبر والثبات. قال تعالى: "واصبروا إن الله مع الصابرين" (البقرة: 153). إن الصبر هو مفتاح الفرج، ومن أهم صفات المؤمن التي تُعينه على تخطي الأزمات.
*رابعاً: التحلي بالأخلاق الحميدة*
عندما نبحث عن النصر، يجب أن نتحلى بالأخلاق الفاضلة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: *"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"*. فلا يمكن أن نحقق النصر إذا كنا نعيش في بيئة مليئة بالعداوات والكراهية. يجب أن نتعاون ونتكاتف من أجل تحقيق الأهداف النبيلة.
*خامساً: الدروس المستفادة من التاريخ*
لننظر إلى التاريخ، كيف أن الأمم التي كانت تسعى لتحقيق العدل والحرية انتصرت في النهاية. في أوقات المحن، كانت الأمة الإسلامية تتجمع وتتعاون، وتستمد قوتها من إيمانها وعقيدتها. ومن هنا يجب أن نأخذ العبرة ونستلهم العزيمة.
*سادساً: الدعاء والذكر*
لا يغفل المسلم عن أهمية الدعاء، فهو سلاح المؤمن. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *"الدعاء هو العبادة"*. فمع الدعاء، ينبغي أن نذكر الله ونشكره على نعمه، فكلما زاد شكرنا زاد نصرنا.
*خاتمة*
أيها الأحبة، إن النصر هو بيد الله، وهو يأتي بالتوكل عليه، وبالإيمان، وبالعمل الجاد. فلنسعَ جميعاً لتحقيق هذا النصر، ولنتذكر دائماً أن: *"وما النصر إلا من عند الله"*. ولنستعد لنكون من الفائزين في الدنيا والآخرة.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.