Рет қаралды 342
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى أَشْرَفِ الـمُرْسَلِينَ، وَعَلى آلِهِ وَصْحْبِهِ أَجْمَعينَ، أَمَّا بَعْدُ: فَقَدِ اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ عَلَى تَوْقِيرِ وَمَحَبَّةِ آلِ النَّبِيِّ الأَطْهَارِ- عَلَيْهِمُ السَّلامُ والرِّضْوَانُ- عَمَلاً بِوَصِيَّةِ النَّبِيِّ الـمُخْتَارِ- عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: «أُذَكِّرُكُمُ اللهَ في أَهْلِ بَيْتِي»، وحَدِيثِ: «إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ، أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ، كِتَابُ اللهِ- عَزَّ وَجَلَّ- حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، أَلَا إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ»، وكَمَا جَاءَ فِي القُرآنِ عَنِ اللهِ- عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}، وَمَحبَّتُهُمْ مِنْ دِينِنَا الحنِيفِ، كَمَا أَمَرَ اللهُ- جَلَّ وَعَلَا، وَأَمَرَ نَبِيُّنُا- عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ.
كَمَا اتَّفَقُوا عَلَى حُبِّ الصَّحَابَةِ الذِي هُوَ عُنْوَانٌ لِمَحَبَّتِهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فِفِي الحَدِيثِ الذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ: «اللهَ اللهَ في أَصْحَابي، لا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضَاً بَعْدِي، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّيْ أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللهَ، وَمَنْ آذَى اللهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ»، وَفِي حَدِيثِ مُسْلِمٍ: «لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبَاً مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ».
فَحُبُّ الآلِ والصَّحَابَةِ دِيْنٌ وَإِيْمَانٌ وَإِحْسَانٌ، وَبُغْضُهُمْ كُفْرٌ وَنِفَاقٌ وَطُغْيَانٌ، فَلَوْلَاهُمْ مَا وَصَلَ إِلَينَا قُرْآنٌ ولا سُنَّةٌ، وَلا أَصْلٌ وَلا فَرْعٌ، فَهُمُ الوَسَائِطُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والطَّعْنُ في الوَسَائِطِ طَعْنٌ في الأَصْلِ، وَالإِزْرَاءُ بالنَّاقِلِ إِزْرَاءٌ بِالـمَنْقُولِ عَنْهُ؛ وَلِهَذا.. أَجْمَعَ أَهْلُ السُّنَّةِ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ تَزْكِيَةُ آلِ النَّبِيِّ- عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- وَتَزْكِيةُ جَمِيعِ الصَّحَابَةِ بِإِثْبَاتِ العَدَالَةِ لَهُمْ، والكَفِّ عَنِ الطَّعْنِ فِيهِمْ والثَّنَاءِ عَلَيهِمْ، فَقَدْ أَثْنَى اللهُ- سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- عَلَيهِمْ في آياتٍ مِنْ كِتَابِهِ، مِنْهَا قُوْلُهُ تَعَالَى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}، فَإِذَا شَهِدَ تَعَالَى فِيْهِمْ بِأَنَّهُمْ خَيْرُ الأُمَمِ.. وَجَبَ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ اعْتِقَادُ ذَلِكَ وَالإِيمَانُ بِهِ، وَإِلَّا.. كَانَ مُكَذِّبَاً للهِ في إِخْبَارِهِ، وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}، كَمَا أَنَّهُ تَوَاتَرَتِ الأَخْبَارُ بِتَزكِيَةِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِيَّاهُمْ، كَقَوْلِهِ: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الذِينَ يَلُونَهُمْ».
وَقَدْ تَكَرَّرَتْ هَذِهِ العُمُومَاتُ بِأَلفَاظٍ مُخْتَلِفَةٍ في سِيَاقَاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ، كَلَفْظِ: «أَصْحَابِي أَمَنَةً لِأُمَّتِي»، وَ«أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ»، وكَلُّهَا تَرْجِعُ إلى مَعْنَى وَاحِدٍ، وَهُوَ تَزكِيَةُ الصَّحَابَةِ جَميعَاً وَالثَّنَاءُ عَلَيهِمْ، والعُمُومَاتُ إِذَا تَكَرَّرَتْ.. تُفِيدُ القَطْعَ وَلا تَقْبَلُ التَّخْصِيصَ، كَمَا هُوَ مُقَرَّرٌ في عِلْمِ الأُصُولِ، قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ في الشِّفَاءِ: وَمِنْ تَوْقِيرِهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- وَبِرِّهِ تَوْقِيرُ أَصْحَابِهِ وَبِرُّهُمْ وَالإِمْسَاكُ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُم، وَمُعَادَاةُ مَنْ عَادَاهُم. اهـ. وَنُصُوصُ عُلَمَاءِ أَهْلِ السُّنَّةِ في وُجُوبِ مَحَبَّةِ الآلِ وَالصَّحَابَةِ مُنْتَشِرَةٌ انْتِشَاراً لا يُمْكِنُ إِنْكَارُهُ، فَمَنْ خَرَجَ عَنْ ذَلِكَ فَهُوَ خَارِجٌ عَنْ مَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالَجمَاعَةِ.
الـمَحْظَرَةُ العَالميَّةُ لِلعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ بِالتَّعَاوُنِ مَعَ الـمَدْرَسَةِ الرَّبَّانِيَّةِ لِلْعِلْمِ وَالمَعْرِفَةِ بِاللهِ، في الثَّالثِ مِن ذِي الحَجَّةِ 1442.
اضغَطْ عَلَى هَذَا الرَّابِطِ لكَي تُسَجِّلَ اسـمَكَ في قائِمَةِ الـمَشايِخِ الذينَ يُؤَيِّدُونَ هَذا البَيَان:
forms.gle/1mSk...
www.mahdara.org