Рет қаралды 450,681
( الذي يراك حين تقوم ). وأي عنوان أحلى وأجمل من هذا ؟
أي أسطر أجمل من تلك التي تتكلم عن الله وعن عظمته وبره ورحمته.
الدافع للموضوع : ما نراه من كثرة الفواحش والمنكرات، ما نلمسه من ضعف الوازع عن المحرمات، وما تأتي به الأخبار عن ضعف التربية، وقلة المراقبة في الخلوات هذا يتساهل في النظر، وذاك يمارس عادات، وآخر يأكل الربا وغيره يتمايل مع الغناء.
أحبتي!
كثير من الناس وجودهم كالعدم، لم يتأملوا دلائل الوحدانية، ولم يقفوا عند أوامر الله ونواهيه، هم كالأنعام بل هم أضل، إن وافق الشرع مرادهم قبلوه وإن لم يوافق تركوه، إن حصلوا على الدرهم والدينار رضوا وأخذوه، ولم يبالوا من حلال أم من حرام كسبوه، إن سهلت عليهم الصلاة فعلوها، وإن لم تسهل تركوها.
أحبتي!
من تفكر في العواقب أخذ الحذر! ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر!
تمضي السنون وتنقضي الأيام
والناس تلهو والأنام نيام
والناس تسعى للحياة بغفلة
لم يذكروا القرآن والإسلام
والمال أصبح جمعه كتهجد
وتمتع الشهوات صار قيام
قد زين الشيطان كل رذيلة
والناس تفعل ما تريد حرام
يا نفس يكفي فالذنوب كثيرة
إن الغرور يسبب الإجرام
هل تعلم اليوم المحدد وقته
الله يعلم وحده العلام
ماذا تقول إذا حملت جنازة
ودفنت بالقبر الشديد ظلام
هذا السؤال فهل علمت جوابه
ماذا تجيب إذا نطقت كلام
من ذا نصيرك إن روحك غرغرت
جاء المفرط كي يقول ختام
اليوم تفعل ما تشاء وتشتهي
وغداً تموت وترفع الأقلام
يروى أن عيسى بن مريم عليه السلام رأى الدنيا في صورة عجوز هتماء عليها من كل زينة فقال لها: كم تزوجت؟ فقالت: لا أحصيهم! قال: فكلهم مات عنك أو كلهم طلقك؟ قالت:بل كلهم قتلت! فقال عيسى عليه السلام: بؤساً لأزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بأزواجك الماضين؟.
اعلم رعاك الله! واسمعي بارك الله فيك!
لا يقطع الطريق إلا بالصبر والتسلية كما قيل، فإن تشكت فعللها المجرة من ضوء الصباح وعدها بالرواح ضحى.
حكي عن بشر الحافي أنه سار ومعه رجل في طريق طويل فعطش صاحبه فقال له: نشرب من هذه البئر، فقال بشر : اصبر إلى البئر الأخرى, فلما وصلا إليها قال له: اصبر إلى البئر الأخرى، فما زال يعلله ويصبره ثم قال:
هكذا تنقطع الدنيا، بالصبر والتصبير.
فدرب النفس على هذا الأصل وتلطف بها وعدها الجميل لتصبر على ما قد حملت.
كان بعض السلف يقول لنفسه: والله ما أريد بمنعك هذا الذي تحبين إلا من الإشفاق عليك.
وقال أبو يزيد : ما زلت أسوق نفسي إلى الله تعالى وهي تبكي حتى سقتها وهي تضحك.
يعني أكرهتها على العمل حتى استقامت ورضيت.
فمن هجر اللذات نال على المنى
ومن عشق اللذات عض على اليد
ففي قمع أهواء النفوس اعتزازها
وفي نيلها ما تشتهي ذل سرمد
روى الترمذي في الحديث الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه قال: (قرأ رسول الله صلَى الله عليه وسلَم: هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا [الإنسان:1]، قال: قرأها حتى ختمها ثم قال: إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك ساجد وملك قائم، والله لو تعلمون ما أعلم لضحتكم قليلاً ولبكيتم كثيراً ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصُعدات تجأرون إلى الله تعالى).
ومعنى الحديث: لو علمتم ما أعلم من عظمته جل في علاه وانتقامه ممن يعصيه لطال بكاؤكم وحزنكم وخوفكم مما ينتظركم، ولما ضحكتم أصلاً.
يا مذنب الذنب أما تستحي الله في الخلوة ثانيك
غرك من ربك إمهاله وستره طول مساويك
اسمع فضيحة العصاة يوم القيامة: الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [يس:65].
إياك والاغترار بحلمه وكرمه فكم قد استدرج من عاص وقصم من جبار وظالم!
إذا همت النفس بالمعصية فذكرها بنظر الله، لا يكن الله أهون الناظرين إليك.
إذا ما خلوت الدهر يوماً بريبة والنفس داعية إلى العصيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
الله الله! في مراقبته الحق جل في علاه!
الله الله في الخلوات!
الله الله في البوطن!
الله الله في النيات!
فإن عليكم من الله عيناً ناظرة، فسبحان الذي يراك حين تقوم، وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم.
راقب العواقب تسلم، لا تمل مع الهوى فتندم.
أين لذة المعصية؟ أين تعب الطاعة؟ رحل كل بما فيه.
فليت الذنوب إذا تخلت خلت.
إن كنت تعتقد أنه لا يراك فما أعظم كفرك! وإن كنت تعصيه مع علمك باطلاعه عليك فما أشد وقاحتك! وما أقل حياءك!
اقبل الموعظة، اعمل بالنصيحة؛ لأنه من أعرض عن الموعظة فقد رضي بالنار، فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ * بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً * كَلَّا بَلْ لا يَخَافُونَ الآخِرَةَ * كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ * وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ [المدثر:49-56].
يا مسكين! بأي بدن ستقف بين يدي الله، وبأي لسان ستجيب!
أعد للسؤال جواباً وللجواب صواباً!
فماذا أعددت للنجاة من عظيم عقاب الله وأليم عذابه؟
لا يندفع ذلك إلا بحصن التوحيد وخندق الطاعات!
وصلى اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
شارك الفيديو وانشره, فالدال على الخير كفاعله.
#قناة_الشيخ_خالد_الراشد #الشيخ_خالد_الراشد #خالد_الراشد
صفحة الفيس بوك : / 2006.khaled.rashed
قناة الشيخ خالد الراشد الثانية : / alrashed1231