Рет қаралды 2
ونبدأُ بسورةِ الفرقانِ .
سورةُ الفُرقانِ توضِّحُ سوءَ عاقبةِ التكذيبِ باللهِ وبرسلِه وبكتبِه .
سُمِّيَتْ الفُرقان : لأنَّ هذا الدينَ فرقانٌ بينَ الحقِّ والباطلِ .
هي سورةُ تَطْمِينٍ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في شدةِ الاستهزاءِ ، فمَنْ لم يقبلْ طريقَ الهدايةِ فكيفَ ستكونُ النهايةُ ؟!
فبعدَ عرضِ السورةِ في البدايةِ لكُلِّ ما حدثَ يأتي تعقيبٌ وتهدئةٌ وتطمينٌ بقولِه تعالى
تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَٰلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا
فبدأَتْ السورةُ بعرضِ ما قالوا ثمَّ تهدئةٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، ثُمَّ عاقبةُ التكذيبِ لقولِه تعالى لَّا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا .
تستمرُ السورةُ على هذا المنوالِ ، قال تعالى :
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا .
ثُمَّ تعرضُ السورةُ شكوى الرسولِ صلى الله عليه وسلم في قولِه تعالى
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا .
ثُمَّ تأتي آيةٌ محوريةٌ في سورةِ الفرقانِ توضحُ سببَ التكذيبِ في قولِه تعالى:
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا .
ثُمَّ تعرضُ السورةُ بعضَ المشاهدِ الكونيةِ تُرّوِّح عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابِه المؤمنين من شدَّةِ الضيقِ الذي هم فيه حتّى الآيةِ الستين ، كلُّه تكذيبٌ بالرسلِ ومنها قوله تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ، حتى وصلَ التكذيبُ بالرحمنِ سبحانه وتعالى فيأتي الردُّ لتوضيحِ صفاتِ عبادِ الرحمنِ ، فلو عرفتُمُوهم عرفْتُم مَن هو الرحمن
قالَ تعالى : وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) ، صفاتُهم عكسُ صفاتِ المكذبين .
ثُمَّ تنتهي السورةُ بقولِه تعالى:
قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا .