هذا الرجل وقاف عند الحق سددك الله والهمك رشدك يقول ابن القيم: (وأصل كل فتنة إنما هو من تقديم الرأي على الشرع، والهوى على العقل: فالأول: أصل فتنة الشبهة، والثاني: أصل فتنة الشهوة. ففتنة الشبهات: تدفع باليقين، وفتنة الشهوات: تدفع بالصبر. ولذلك جعل سبحانه إمامة الدين منوطة بهذين الأمرين، فقال: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}. فدل على أنه بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين. وجمع بينهما أيضا في قوله: {وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} فتواصوا بالحق الذي يدفع الشبهات، وبالصبر الذي يكف عن الشهوات).