Рет қаралды 22,801
أ للنّوى بعد طول البين من رشدِ؟
عسى يكون غداً أو علَّ بعد غدِ
رميتُها بعديدِ الجمر يوم منى
أعدُّ فيه وما أحصيتُ من عددِ
وكم وقفتُ على الأطلال مبتهلا
أريق عين الهوى مستحسرا بيدي
قد أفعمتْ نؤيَها عيني غداة بكت
دمعَ الحسود على ما فات من حسدِ
وكم وقفتُ بها عيسا إذا هدرتْ
خُيِّلتها منذ يوم الطفّ لم تردِ
قف - ويك - بي وقفة المفئود جشّمه
عزمَ الوقوف هوى من قلب مفتئدِ
لم أدرِ ما البين الا بعد هجركمُ
إذ غيرَ وصلكمُ للوصلِ لم أجدِ
أحنُّ للشجرات الحيِّ حين زهت
حنين عرجونها في سالف الأبدِ
أجني جنى النحل من أمسي على دعة
وأجرع الصاب من يومي على كمدِ
وما استزل الهوى من ماء ناظرتي
إلّا تخضّر في قلبي وفي جسدي
ما مسّ غصنيَ أوْدٌ أو أطاف به
إلّا أقام عليُّ المرتضى أَوَدي
ما الدهر إلا حديث من حوادثه
واليُمنُ إلّا يمينٌ منه لم تعُدِ
لله سيْفُكَ مذ شدتَ القويم به
دينا على الخلق لم ينقص ولم يزدِ
غداة ألقى فنيق الشرك كلكله
ولُطّختْ أوجه الأحزاب بالرّبدِ
وبات للموت ركضٌ في القلوب كما
ركضْتَ فيه بذي بدر وذي أُحُدِ
وطوّق الرّعبُ أعناق الكماة كما
تطوّقت عنقُ الضرغام باللبدِ
يومٌ به برزَ الإيمان أجمعه
للشرك أجمعه بالبيض والزَّرَدِ
فثمّ ضربة صدق منك قد برقت
في رأس عمروٍ بلا برق ولا رعَدِ
ويومَ خمٍّ غداة الأرض هاجرة
والشمس عارية والترب غير ندي
حشرٌ من الخلق والأملاك شاهدةٌ
وأنت بالقرب من طه يدًا بيدِ
لك الولاية دون الخلق قد عُقِدت
أعيت لعمري على نفّاثة العُقَدِ
فضائل صكّ سمع الدهر صائحها
في غير دارك لم تولد ولم تلدِ
ماكان يرصد منكَ القومُ عائبةً
إلّا بأنك للأقوام في رصدِ
فأين تيمٌ ليومِ السُّمرِ شارعة
أم للسيوف المواضي أين منك عَدِي
يا منبت الموت في الهيجا وحاصدها
حصد النفوس ولا كالبُهْم من حَصَدِ
ويا ابن عرْق الثرى لولاه ما ثبتت
ويا ابن ماء السما لولاه لم تجدِ
ويا ابن شيخ قريش قال ناعته :
"وكان يدعى أبوه بيضة البلدِ"
ويا ابن أمّ العلا تغذوه هاطلةٌ
من كفّ أحمد لم تهطل على أَحدِ
ما إن أتاك حديث الثأر من مضرٍ؟
حمراؤها من دماء السبط لم تبدِ
أم صبحتكم كيوم الطفّ مرزءَةٌ
ألقت عليكم دجاها وهو غير هدي ؟!
هو الحسين ومَن بعد الحسينِ لكم
إن قام فسطاطُكم يوما بلا عمدِ ؟
وكيف يُحكى لكم قولًا على كمد
والسيف أبلغ محكيٍّ على كمدِ
لله وقفته في الطفّ منفردًا
والقلبُ منه على رغمِ الإباء صدي
أبقى على شِرعة الهادي بقيّتها
لمّا تفرّى بأيدي البيض والجُرُدِ
في ظهر يوم أذاب الشمسَ هاجرُه
ما مرَّ لاهبه يوما على خلدِ
ما خرّ من سرجه يوم الجلاد سوى
ليُذكرَ الأمسُ في ذكراه كلَّ غدِ
من بعدك الدين لا دينٌ يدانُ به
كلا ولا طُبّب الموتور بالضمدِ
للعمر فيك دموع لستُ أُنكرها
قد شاب شعري عليها بعد ضعف يدي
إني لمن معشرٍ يبكونكم ترةً
قد نغّص الحزن منهم كل ذي رغدِ
هي المودّةُ قربان البعيد إذا
أمسى القريبُ لذي القربى بمبتعدِ