Рет қаралды 148
الأستاذ محمد شريف: (مقدمة هامة) في الحلقتين السابقتين تم الرَّد على الشبهة الأساس التي تُطرح حول وجود الله تعالى وهي ★ أنه لو كان موجوداً فلماذا لا نراه وبيَّنا بأنَّ الرُّؤيا ليست شرطاً للتَّيقن من وجود شيء موجود أصلاً إذ هناك أشياء كثيرة موجودة ولكنها لا تُدرك بالنَّظر ، وإنما ☚تُدرك بالحواس الأخرى مثل الصَّوت والرَّائحة وأيضاً، هناك ☚أمور لا تُدرك بأي حاسَّة على الإطلاق ولكن نستيقن بوجودها من آثارها التي نلمسها بحواسنا كالخاصّية المغناطيسيّة والكهرباء، وأيضاً ☚ هناك أمور معنوية لا وجود مادي لها ولكنها موجودة ومُؤثرة فينا وفي حياتنا ، ❖لا نستطيع أن نراها أو نُدركها بأي حاسَّة، مثل العواطف كعاطفة الحُّب ومثل الزمن وغير ذلك ، فمُحاولة نفي وجود الله تعالى بناءً على أنه لا يُرى ولا يُدرك بالحواس المادِّية مُحاولة فاشلة خاطئة تنقضها هذه الأدلة. ❖علماً أنَّ الله تعالى ليس كياناً مادّياً متجسداً وهو ليس مُجرَّد قُوّة فاعلة، ولا هو شيء مَعنوي، بل هو وجود حقيقي يُؤثر في الحياة، والنَّاس لماذا تعاني ☚لأنَّها حَيَّدت الله عز وجل من حياتها الشَّخصية! من حياتها الأُسريّة! من حياتها الاجتماعيّة،!من حياتها السّياسية لهذا تعاني ❖ بل الله سُبحانه وتعالى هو وجود حقيقي يُؤثّر في الحياة بمُجملها ونستطيع لمس آثاره فيها بصورة واضحة كما أنَّ الدَّلائل تشير إليه بكل وضوح. ★ثم بعد ذلك بيَّنا أنَّ الإيمان بالله له مرحلتان وهما: - لابدَّ أنْ يكون موجوداً - وهو موجود فعلاً ☚وأنَّ الحُجج العقليّة الاستنتاجيّة لا يمكن أن توصلنا إلى مرحلة لابدّ أنْ يكون موجوداً ! وتُعطينا يقيناً عِلميَّاً عقليّاً على وجود الله!! ☚ولكن اليَقين الحقيقي لنْ ينشأ إلا بالمُشاهدة والتَّجربة.. ❖مرةً أخرى اليقين الحقيقي لن ينشأ إلا بالمشاهدة والتَّجربة والعلاقة الحيَّة مع الله تعالى، ☚والذي سوف يُؤدي بالإنسان إلى أن يقرَّ موقناً بالله تعالى ☚قائلاً هو موجودٌ فعلاً! وهذا لا يتأتى إلا ★ بالمُجاهدة و إحداث التَّغيير في نفس الإنسان من خلال إصلاح أخلاقه حتّى يصتبغ بصبغة الله، حتى يَعْرِف الله فلابدّ أنْ يَْصتبغ بصبغة الله٬ فلهذا مُهم جدًا أنْ نَعرف أسماء الله وصِفات الله حتى نصتبغ بصبغة الله (ومن أحسن من الله صبغة)! ☚إذن لابدَّ مِنْ المُجاهدة، لابدَّ من إحداث تغيير في نفس الإنسان٬ تطهيرها من خلال إصلاح أخلاقه ☚وعندها فقط سَيتجلى الله تعالى عليه ويُعرّفه على نفسه فيزداد يقيناً بالله تعالى بعد معاينة هذه التَّجارب مع الله تعالى. ☚والغاية من كون اليقين يرتبط بإحداث التغيير في الإنسان ❖هو أنَّ الله تعالى قد جعل الإيمان به ليس مجرَّد إقرار بحقيقة لا تقدم ولا تأخر في سلوك الإنسان، وإنما جعل نفسه ☚مكافأة، * الله هو المكافأة لمن يُغيّر نفسه، *الله يَتبدَّل للمُتبدّلين ويَهب وجوداً جديداً ☚لمن فنى، ☚لمن تغيَّر، ☚لمن تبدَّل، ☚لمن زكَّى نفسه ويُجاهد في سبيل الوصول إليه (والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سُبلنا)، ❖وبذلك يصبح الإيمان نافعاً للإنسان ، ويصبح أمام الإنسان دافعٌ للتَّحسن والتغيير ليكون إنساناً صالحاً مفيداً لبني جنسه جميعاً، ☚أما أنَّ الله تعالى شاء أن يَجعل نفسه خلف الحُجب الخفاء وراء الغيب فهذا بسبب أنه لا يُمكن للإنسان أن يتقدَّم ويتطور أخلاقياً تطوراً حقيقياً ،إذا كان كل إنسان يرى الله تعالى ويُدركه ويُدرك أنه يُراقب كلّ صغيرة وكبيرة له، ☚لإن الناس لو كانوا يَرون الله تعالى لما تجرأوا على القيام بأي عمل خاطئ ! ولكن ليس من باب أنهم سيصبحون متطورين أخلاقياً ☚وإنما بسبب أنهم سيخافون بطش الله تعالى الذي يرونه ماثلاً أمامهم، فلو كان ☚الله تعالى مرئياً أو مدركاً فإن الغاية من خَلق الإنسان التي هي أن يسعى للتقدم بحرية لن تتحقق ❖فالله تعالى شاء أن يتجلى على من يسعى إليه ويُظهر له نفسه ☚مكافأة له! ❖أما الذي يُعْرِض عنه فإن الله تعالى سيُعرِض عنه وستصبح ☚مَعيشَته معيشةً ضنكا ، وسيكون ☚الله تعالى بالنسبة له ميتاً أو غير موجود وبذلك يَخْسر هذا الإله العظيم الحي القادر على أن يزيل كل مشاكلة ويُعطيه السعادة والطمأنينة، ★إن غياب الله في حياة الإنسان ☚لا يجلب أي طمأنينة و أي سعادة وراحة بال٬ بل سيجد ☚الإنسان نفسه ممزقاً مضطرباً وشاعراً كأن الدنيا تُريد أنْ تُطبق عليه بفكيها وتهصره هصرا (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)، (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، ☚فالله تعالى في الواقع هو الطمأنينة٬ هو السكينة التي يبحث عنها الإنسان. إلهي فدتك النفس إنك جنتي وما إن أرى خُلداً كمثلك يثمرُ إلهي أدرك العبد رحمةً وليس لنا بابٌ سواك ومعبرُ وجئناك كالموتى فأحيي أُمورنا نُخِرُّ أمامك كالمساكين فاغفرُ تعال حبيبي أنت روحي وراحتي وإن كنت قد آنست ذنبي فستِّرُ
☚والذي وَجَدَهُ تعالى، أو بالأحرى لو تَجلَّى الله تعالى عليه وأَعْثَره على نفسه فإنه لن يشعر بالطمأنينة فقط، بل سيجد أنَّ الدنيا ستصبح خادمة له وستأتيه طائعاً. إخواني أحبائي نحن لا نتحدث عن نَظرية! نحن لا نتحدث عن فكرة! لا نتحدث عن نصوص! لا نتحدث عن تفسيرات جميلة فقط ! ☚ألا إننا نتحدث عن تجربة والتَّجربة كما قال إمامنا المهدي المسيح الموعود (عليه السلام) الخادم الصادق لرسول الله (صلَّ الله عليه وسلم) ستفتح على الناس باب الأعاجيب بالتَّجربة الشخصيَّة. الحوار المباشر /سلسلة افي الله شك ٣