Рет қаралды 46
خطبة الجمعة ٥ جمادى الاول ١٤٤٦ الموافق ٦-١٢-٢٠٢٤
لم يفقد النبي، صلى الله عليه وسلم، الأمل يوما، ورغم الخطوب والشدائد لم يهن وكان أفضل وأعظم من علّم أصحابه وأمته معاني التفاؤل وحسن الظن في الله والثقة في وعده الثقة بنصر الله مهما أحاطت بنا الكروب وقد سنَّ الله تعالى النظر في سِيَر الأوَّلين والآخرين؛ لمعرفة أسباب الظفر والتمكين، وأسباب الفشل والتراجع، للاعتبار بالتاريخ، فمن لم يعتبر بتاريخ من قبله، أصبح هو عبرة لمن بعده،
غزوة الأحزاب حين تحزبت الأحزاب وتداعت الجموع على المسلمين، فخرجت قريش وكنانة وأهل تهامة وتقابلوا مع بني سليم و قبائل غطفان و بني أسد. واتجهت هذه الأحزاب الكافرة صوب المدينة حتى تجمع حولها جيش يبلغ عدده عشرة آلاف مقاتل، وكان هذا العدد أكثر من عدد سكان المدينة كلهم! وفضلا عن ذلك، التحق بهذه الأحزاب الخارجية يهود بني قريظة من داخل المدينة بعد أن نقضوا عهدهم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم. اجتمعوا جميعا لسبب واحد وهو القضاء على المسلمين وإنهاء دعوة الإسلام في مهدها. وذلك في وقت كان يعاني فيه أهل المدينة من جوع شديد، وبرد وزمهرير، وعدة قليلة.
وسط هذه الصعوبات كما هو الحال الان في غزة حررها الله التي زلزلت المؤمنين زلزالا شديدا، وافق النبي صلى الله عليه وسلم على فكرة الصحابي الجليل سيدنا سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة، وخلال حفر الخندق قابل
المسلمون صخرة كبيرة لم يستطيعوا كسرها، فجاء النبي عليه السلام وشارك معهم في تكسير الصخرة، ورغم هذه الأجواء الصعبة والتحديات المتلاحقة بشرهم بالنصر والفتح المبين، وقال: «بسم الله، فضرب ضربة كسر منها ثلث الحجر، وقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا، ثم قال: بسم الله، وضرب ثانيةً فكسر ثلث الحجر، فقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا، ثم قال: بسم الله، وضرب ضربة كسرت بقية الحجر، فقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا».
لم يمر وقت طويل حتى أرسل الله ريحًا هدمت خيام الأحزاب وفرقت شملهم وأوهنت جمعهم، ورجعوا خائبين مختلفين، بعدما فشلوا في تحقيق هدفهم، بينما عاد المسلمون أكثر قوة وأمضى عزما وأنقى صفا، بعدما كانت الغزوة سببا في كشف خيانة يهود بني قريظة وإجلائهم من المدينة، وبذلك تعتبر غزوة الخندق من أهم غزوات المسلمين التي غيّرت مجرى التاريخ الإسلامي بأكمله، فهي الغزوة التي تحولت بعدها موازين القوى بين المسلمين والمشركين ، فأصبح المسلمون هم الطرف الأقوى وفي موقف الهجوم وليس الدفاع حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعد الغزوة: «الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم».
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة.
تصدقوا و ادعو لاخوانكم في غزة
جاهدوا باموالكم قال رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَن جَهَّزَ غازِيًا، فقَدْ غَزا، ومَن خَلَفَ غازِيًا في أهْلِهِ، فقَدْ غَزا.
عباد الله ..اعلَموا أنَّ الله أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ.. أمرَكُمْ بالصلاة والسلام على نبيِّهِ الكريم فقال *إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا * اللهم صل و سلم على قائدنا و قدوتنا امام المجاهدين و المرابطين سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم
اللهم بقوتك وبحمايتك لمن احتمى بآياتك، نسألك يا يا قوي يا قهار أن تجعل كيد الصهاينة و من ناصرهم في نحرهم اللَّهُمَّ كُنْ لِأَهْلِنَا فِي غزة وفِلَسْطِينَ و كل بلد فيه المسلم مظلوما مقهوار اللهم كن لهم نَاصِرًا وَمُعِينًا، احْقِنْ دِمَاءَهُمْ ..َاحْفَظْ أَعْرَاضَهُمْ اللهم اطعمهم.. و اسقهم .. و اشفهم ، اللهم ألف على الخير قلوبنا، وأصلح اللهم ذات بيننا، واهدنا سبل السلام. اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا من حبك. اللهم لاتدع لنا و لا في جمع المسلمين ذنبا الا غفرته ولا هماً الا فرجته ولا ميتا الا رحمته ولا مريضا الا شفيته ولا دينا الا قضيته و لا منفقا الا اخلفته برحمتك يا ارحم الراحمين. اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا.. وَعَافِنَا فِي أَبْدَانِنَا.. وَاسْتُرْ عَوْرَاتِنَا.. وَآمِنْ رَوْعَاتِنَا.. وَاحْفِظْنَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ.. اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا و ولي عهده و وُلَاةَ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَاجْمَعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحقِّ وَالتَّقْوَى، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاهْدِهِمْ سُبُلَ السَّلَامِ، وَانْفَعْ بِهِمُ الْبِلَادَ وَالْعِبَادَ، اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً، دَارَ عَدْلٍ وَإِيمَانٍ، وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ، وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، اللهم اغفر للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الاحياء منهم و الأموات و صلى الله و سلم على نبينا محمد