سيدنا سليمان عليه السلام قصة حكم داود وسليمان في الحرث أنعم الله -عزّ وجلّ- على سُليمان -عليه السّلام- بالذّكاء، والفطنة، وسرعة البديهة، وقد أيّده الله -تعالى- بالحكم الصّحيح، والقضاء بين النّاس، فلمّا نفشت غنم الرّاعي في الحرث حكم في الأمر، كما حكم فيه أبوه داود، وكان حكم سليمان -عليه السلام- هو الحكم الصّحيح، قال -تعالى-: (وَداوودَ وَسُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ فِي الحَرثِ إِذ نَفَشَت فيهِ غَنَمُ القَومِ وَكُنّا لِحُكمِهِم شاهِدينَ*فَفَهَّمناها سُلَيمانَ وَكُلًّا آتَينا حُكمًا وَعِلمًا وَسَخَّرنا مَعَ داوودَ الجِبالَ يُسَبِّحنَ وَالطَّيرَ وَكُنّا فاعِلينَ).[١][٢] والقصة أنّ هناك رجلان أتيا إلى داود -عليه السّلام- ،أحدهما صاحب حرث، والآخر صاحب غنم، فقال صاحب الحرث: "إنّ هذا له أغنام قد فلتت في أرضي فأفسدت ما فيها"، فحكم له داود -عليه السلام- بغنم صاحبه، وخرجا من عند داود -عليه السلام- وتوجّها إلى سليمان -عليه السلام-، وكان له من العمر حينئذٍ إحدى عشر سنة، وبعد أن علم بالقصّة قال: "لو كان الحكم لي لحكمت بغير ذلك"، وكان حكم سليمان أن يأخذ صاحب الأرض الأغنام فينتفع بها ويبذر بها أرضه حتى تعود مثلما كانت، ثم يُعيد الأغنام إلى صاحبها، فقضى داود بقضاء سليمان كونه لا يضرّ بأحد من أطراف الخلاف.