قصيدة: لا تصالح -- شعر: أمل دنقل -- القاء: وائل عبد المجيد

  Рет қаралды 896

Translating Amal

Translating Amal

Ай бұрын

قصيدة: لا تصالح -- شعر: أمل دنقل -- القاء: وائل عبد المجيد
Translating-amal.org
عمار الشريعي
دموع في عيون وقحة
شعر
أدب
شعر عربي
-----------
لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى؟
هي أشياء لا تشترى
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك
حسُّكما فجأةً بالرجولةِ
هذا الحياء الذي يكبت الشوق حين تعانقُهُ
الصمتُ مبتسمين لتأنيب أمكما وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما
أنَّ سيفانِ سيفَكَ
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء؟
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب!
إنها الحربُ
قد تثقل القلبَ
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ
ولا تتوخَّ الهرب
لا تصالح على الدم حتى بدم
لا تصالح ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟
أعيناه عينا أخيك؟
وهل تتساوى يدٌ سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون
جئناك كي تحقن الدم
جئناك كن يا أمير الحكم
سيقولون
ها نحن أبناء عم
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا
وأخًا
وأبًا
ومَلِك
لا تصالح
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل في سنوات الصبا
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ
تعدو على دَرَجِ القصر
تمسك ساقيَّ عند نزولي
فأرفعها وهي ضاحكةٌ
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر
من كلمات أبيها
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها ذات يوم أخٌ
من أبٍ يتبسَّم في عرسها
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها
وإذا زارها يتسابق أحفادُه نحو أحضانه
لينالوا الهدايا
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة
لا تصالح
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا فجأةً
وهي تجلس فوق الرماد؟
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ؟
وكيف تصير المليكَ
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك
فلا تبصر الدم
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم الآن صار وسامًا وشارة
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ بذؤابته لحظاتِ الشرف
واستطبت الترف
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
"ما بنا طاقة لامتشاق الحسام"
عندما يملأ الحق قلبك
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا لوليد ينام
كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر بين يديك بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم
واروِ التراب المقدَّس
واروِ أسلافَكَ الراقدين
إلى أن تردَّ عليك العظام
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي لمن قصدوك القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ الآن ما تستطيع:
قليلاً من الحق
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً
يوقد النار شاملةً
يطلب الثأرَ
يستولد الحقَّ
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع
إذا ما توالت عليها الفصول
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ
كنت أغفر لو أنني متُّ
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ
لم أكن غازيًا
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي
ثم صافحني
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ
فجأةً
ثقبتني قشعريرة بين ضلعين
واهتزَّ قلبي كفقاعة وانفثأ
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
لا تصالحُ
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة
النجوم لميقاتها
والطيور لأصواتها
والرمال لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة
الصبا بهجةُ الأهل صوتُ الحصان التعرفُ بالضيف همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
لا تصالح
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك المسوخ

Пікірлер: 9
@naouelboudieb-zc9mm
@naouelboudieb-zc9mm Ай бұрын
القصيدة أكثر من رائعة. قصيدة أمل دنقل هي الحقيقة، و كأنها مكتوبة لكل العصور. لا تصالح على دم أطفالنا الأبرياء.
@Nasheed_design
@Nasheed_design Ай бұрын
اي والله لا تصالح 👌
@maielkremy441
@maielkremy441 Ай бұрын
كل يوم لزم اسمع هذه القصيده لتزكرنى بااهميه عدم التصالح
@maielkremy441
@maielkremy441 Ай бұрын
من اجمل ماابدع الشاعر
@translating-amal
@translating-amal Ай бұрын
حقاً
@FatimaFatima-lt3mi
@FatimaFatima-lt3mi Ай бұрын
ايخمد ثورة الشعوب الابية الرصاص ؟؟؟؟ ايكبح الموت صهيل الخيول الجامحة؟؟؟؟ ارى الجياد على موطن الجرح.... تركض حاملة شهب الحرية ..... هناك تحت الغام الصمت بريق أمنية... لا تصالح...لاتصالح واخترق الليل بدماء زكية... .........
@maielkremy441
@maielkremy441 Ай бұрын
@@FatimaFatima-lt3mi كل كلمه فى هذه الأبيات كأنه تشكو الحال الذى واصلنا اليه اليوم من خولان التصالح انا من محبى الشاعر وهذه القصيده على الخصوص
Miracle Doctor Saves Blind Girl ❤️
00:59
Alan Chikin Chow
Рет қаралды 38 МЛН
g-squad assembles (skibidi toilet 74)
00:46
DaFuq!?Boom!
Рет қаралды 10 МЛН
Super sport🤯
00:15
Lexa_Merin
Рет қаралды 20 МЛН
مەحوی
10:26
Parsa پارسا
Рет қаралды 575
لا تصالح | أمل دنقل "بصوت عبدالله العنزي"
7:29
عبدالله العنزي - أبو أصيل
Рет қаралды 152 М.
مزج تنازلات جبار رشيد.
11:17
مزچ عراقي
Рет қаралды 234 М.
Money changed everything 😢😔👻
0:31
Ben Meryem
Рет қаралды 19 МЛН
ЗаМЫШляют злодейства … 🐭 #симба #дымок #симбочка
0:57
Симбочка Пимпочка
Рет қаралды 3,1 МЛН
ToRung short film: he is a good friend😍
0:36
ToRung
Рет қаралды 10 МЛН
Who is in the wrong?
0:12
Team Z
Рет қаралды 11 МЛН
Дайте газа! 😈 #shorts
0:27
Julia Fun
Рет қаралды 2 МЛН