Рет қаралды 45,928
قصيدة: شمال دمشق.. على البحر | من ديوان: منزل مزدحم بالغائبين | الصادر عن دار سعاد الصباح - الكويت - عام 2000 م
___________
سيكسِرُ غُصناً
ليرسمَ في الرّملِ باباً
ويدخُل,
..تلكَ وسيلتُهُ في الهروبِ منَ البحرِ
آنَ يرى البحرَ يُفشي بأمواجِهِ للرّمال.
تعبتُ منَ الموجِ, قال:
لأنَّ لصوتِهِ في الليلِ صوتُكِ
لمّا اضطَجَعْتِ على ساحلِ الروحِ عارِيةً في مهَبِّي.
وقالَ: تعِبْتُ منَ الليلِ
كانَ لصمتِهِ صمتُكِ
لمّا كسَرتِ حيَاتي إلى وردتينْ..
سيكسِرُ غُصناً..
ويكملُ:
بعدَ ضياعينِ منذُ دخولي المدينةَ
كانَ الشتاءُ يعلِّقُ غيماتِهِ فوقَ حبْلِ الخريف,
رأيتُكِ, فابتعَدَ الغيمُ عنِّي
اندفعتُ.. نثرتُ القُرى في طريقي إليكِ,
وكنتِ على السفحِ قُربَ القصيدةِ
قلتُ: ادخُلِي أحرُفِي..
فدَخلْتِ,
وما إنْ ضمَمْتُكِ حتى سمعتُ
ومثلي سمعتِ
انهمارَ دموعِكِ فوقَ السفوحْ..
ويكسِرُ غصناً, ليرسمَ في الرّملِ باباً.
..هوَ ابنُ الحِجازِ
أتى قبلَ خمسِ قوافلَ في رحلةِ الصيفِ
ضيَّعَ في الدربِ عشرينَ طفلاً وقالَ: وجدتُكِ
يا مَنْ تُطِلِّينَ منْ جَبَلٍ في شَمالِ دمشقَ على البحرِ,
ربَّتْكِ أمُّكِ في أُصُصِ الفُلِّ عشرينَ عاماً لأجلي
وصبَّتْ على جسمِكِ الغَضِّ خمرَ الأنوثَةِ منْ أجلِ دَنِّي
وشيَّدَ قومُكِ عرشَكِ منْ خشَبِ الأرْزِ
واحتفلوا باحتِفَانِكِ تاجَ الكواعِبِ
أقْبَلْتُ
أقْبَلْتُ ثمَّ اختطَفْتُكِ منْ حربِ طائفتَيْنِ على الشّامِ
طُفْتُ بِكِ البَرَّ والبحرَ والدَّمّ
خبَّأتْ في زَرَدي جَسَدي
وشطرْتُ بسيفيَ روحَ الظلامْ.
وحينَ رأتْكِ العَذَارى
تمنَّيْنَ لوْ كُنَّنِي,
وإذْ شاهَدَتْكِ المليكاتُ طَوَّبْنَنِي
وسَمَلْنَ عيونَ المُلوك
فعَمَّ الســلامْ..
ويكسِرُ غُصناً ويرسِمُ في الرّملِ باباً.
..هيَ ابنةُ خُضرَتِها,
وسَّعَتْ بَرَّها
فرأينا الوُعولَ التي احتشدَتْ حولَها
والوحوشَ التي أنِسَتْ نبعَها
ورأينَا الغزالاتِ تشربُ منْ ظِلِّها.
وهي ابنةُ زُرقَتِها,
وسَّعَتْ بحرَها
فرأينَا النوارسَ تغفو على شالِها
ورأينا اللآلِىءَ تمطِرُ من ليلِها
ورأيناهُ
يكسِرُ غُصناً
ويرسِمُ باباً
ويدخلُ
يدخلُ
يدخلُ في رملِها..
18/8/1999
___________
رابط الديوان
ahousecrowdedwithabsents.blogs...
___________
background music
open-the-door-of-hope-by-musiclfiles-from-filmmusic-io