قال الشيخ مبارك الميلي رحمه الله : في الطرق الصوفية : إنك تجدهم يشهدون شهادة الإخلاص، ثم لا يخلصون لله بل يفزعون لأوليائهم، ويخشونهم خشية تالية، وتراهم يصلون ولكن لا يخشعون، إلا بين يدي من به يتبركون، ويتساهلون في إخراج الزكوات ويتشددون في الوفاء بما ينذرون للمزارات والمقامات، بل يشحون بما هو منها واجب مشروع ، ويسخرون بالمقدار المبدوع ، كالمكيال المقرر في الحبوب للشيخ عبد القادر الجيلاني ، ويصومون رمضان معرضين عن الحجة الشرعية في ثبوته وانقضائه متعمدين مخالفتها إلى أوامر رؤسائهم الروحيين من المرابطين والطرقيين، ويصيرون على الجوع والعطش في زيارة هؤلاء الرؤساء ويألمون لذلك في الصيام لله ويحجون بقلة ويزورون ساداتهم بكثرة، ويطوفون ببعض المزارات، ويوقتون لها الأوقات، ويجعلون أعدادا منها تقوم مقام الحج إلى البيت الحرام، فهل تفرق مع هذا بين جاهلية عصر الوحي، وجاهلية زمن الاستعباد والبغي؟" 📔 رســالة الشرك ومظاهره / صـ : 102 - 103.