Рет қаралды 15,404
عندما يلتقي إحيا بوقدير ومبارك كوكو في أمسية شعرية، فعليك أن تكون جاهزاً لتذوق أرقى الحوارات على الإطلاق.
أنا واقع في حب هذا الحوار الذي وددت لو كان لا ينتهي أبداً..
إن الشعر الشفهي الأمازيغي، يُعاب إذا سُمّي بالمرتجل، لأن هذه الخاصية تنقص من قيمته - في نظر شخص غريب عن الشعر ولا يعرفه - لكنها في الوقت نفسه نقطة قوة تُحسب لهذا الموروث.. فكيف لك أن تأتي بمثل هذه الأبيات الغزيرة المليئة بالمعاني والمعلومات وأنت لا تستغرق سوى بضع ثواني في بنائها؟! إنه لشيء مُعجزة ومضنٍ! ولن يعرف مدى صعوبة الأمر إلا الذين جربوه.
أين السبيل لجعل هذا الجيل يجتهد من أجل الوصول إلى نصف مستوى هؤلاء؟ إذا أخذنا بعين الإعتبار الفرق الشاسع بين هذا الزمن وذاك في توفر الإمكانيات ومصادر المعلومات والحرية ووسائل التوثيق والتسجيل!! لا يمكن مقارنة زمن الحجر والشجر بزمن الفيسبوك! لكن مع ذلك، المادة الشعرية في زمن ما قبل التسعينيات متفوقة بشكل صارخ على المادة الشعرية الحالية التي أصبحت مترددة بين التصنع والطمع!
أسألُ الله أن يتغمد إحيا بوقدير بواسع رحمته، كان سبباً مباشراً في إقحام مجموعة من الأحداث السياسية العالمية في حوارات الشعر الشفعي الأمازيغي، كان منفتحا على الإختلاف ومُحايداً في أفكاره عندما يكون في مواجهة الشعراء. كان أكبر همه توثيق الأحداث الزمنية بالأبيات الشعرية والألحان الساحرة. لقد كان أستاذاً يُعلم الشعراء قبل المستمعين. أما كوكو العنيد، حبيب الجميع، فله الفضل الكبير في إنجاح كل الحوارات الشعرية الشفهية التي أجراها، لأنه كان أكثر شاعر متمرس في القاعدة الأساسية للشعر الشفهي الأمازيغي ؛ قاعدة التضاد والمعاكسة.
يا أيها الأحباب سلام على قلوبكم! فالزمن تبدلت أحواله وندُرت حلاوته ولا ندري أ تعود مثل تلك اللحظات، أم أنها أيام نداولها بين الناس..
أحبكم، إستمتعوا!