وينضاف لما قيل في قوله (تعالى !) : " فلا تقربوها " معنًى آخر لمادّة القرب غير معنى الدّنوّ ، وهو معنى التّصرّف في الحدّ بتغيير حاله أو موضعه ؛ فالعرب تقول : لا تقرَب الشّيء ؛ أي : لا تتصرّف فيه بتغيير حاله أو قدره ! . وكذلك النّهي في الآية بعدم التّصرّف في تلك الحدود بتغيير حالها أو قدرها .
@drqsmaf10 ай бұрын
استكمالاً لمحاسن ما فصّل فيه حبيبنا أخونا أ.د. عبدالله المسمليّ من حسن الوصل بين قوله (تعالى !) في فاصلة آية الصّيام : " لعلّكم تتّقون " ، وقوله (صلّى الله عليه وسلّم !) : " الصّيام جُنّة " - يبين لنا التّوافق المادّيّ الصّيغيّ في لفظ الجُنّة وصيغتها ؛ فالجُنَّة تقي كما يقي القُفلُ ما أمامه ممّا وراءه ؛ فمادّة (ج.ن.ن) تدور على معنى السّتر والتّغطية ، وصيغة " فُعْل ، وفُعْلة " دالّتان على الإحاطة بمادّتيهما بصيغتيهما ؛ كما يُحيط الضّمّ بالمضموم فتسكن عينه سكون المادّة في جوف الصّيغة ؛ فالقُفل دالّ على إحكام القَفْل ، والغُرْفة محيطةٌ بالمغروف والمغترف في إحكامٍ وإحاطةٍ بمساحتها . فكذلك الجُنّة بمنزلة القُفل الّذي يحجز وراءه كلّ ما يحول بين المرء وحقيقة صيامه الموجِب للتّقوى .