في ضِيافة مُحمد | يوسف الكمالي

Рет қаралды 6,420

Күн бұрын

الكلمات:
..
أدنو إليك .. أغيب قبل الموعدِ
قلمي ومسبحتي وذنبي في يدي
أدنو خجولًا أن تعاتبني على
مقدارِ ما أدنو ولمّا أهتدِ!
وأغيب عن إصباح وجهكَ مُشفقًا
من وجهِ إسرافي ووجه تمرّدي
صلى عليك الله فاعذُر شاعرا
أزرى بُبردتكَ الشريفةِ.. سيّدي
من يومِ أن جرح الجمالُ بياضَهُ
جُرحَ المليحةِ بالخمارِ الأسودِ
ما زالَ خلفَ الباب، يطرقُ قلبَهُ
فالقلبُ في التاريخِ أوّلُ مسجدِ
أصغيتُ لاسمك في السماءِ وقد همى
مطرُ الأذانِ بمسمعِ الأفقِ الندي
قلت: السلامُ عليكَ.. طال بيَ الأسى
رد السلام على فؤادِي، يَسعدِ
..
في البابِ: مجهول الملامحِ، أشعثٌ
من أنت قالوا؟ قلتُ: ضيفُ محمّدِ!
ما كنت صاحبَهُ بمسرى هجرةٍ
فأروحُ سرًّا في الرحالِ وأغتدي!
لكنّ صدرَ الغارِ باحَ بسرّهِ
فسمعتُ صوتَ الحزنِ دونَ تنهّدِ
وسمعتُه وهُو الطريدُ يقول لي:
من جارُهُ الرحمنُ.. ليسَ بأوْحَدِ
والغارُ ليلُ الراحلين، وكلّما
ذكروا محمدَ.. أسفَروا عنْ فَرْقَدِ
..
عيناهُ.. داميتيْنِ تنظرُ نحوَنا
وكأنها الشّفقُ الشّفيقُ على غدِ
من قبل بعثته نبيًّا مُعجِزًا
مذ كان إنسانًا، نبيّ المَحتَدِ
مذ كان يستجدي بمكة ناصرا
ويعودُ منْ مَرمى ثَقيفَ بمرصَدِ
يا ربِّ أشكوك الهوانَ فإن تكنْ
راضٍ عليّ.. ففي رضاكَ تجلّدي
وبنى قباءَ، بنى السماءَ!
ولم يزل يدعو:
متى ما ضاقَ دهرُكَ فاسجِدِ
حتى إذاما قال: حيّ على الصلاة
تدفقوا من كل فجٍّ أبعَدِ
وردوا على المعنى وفاض بروحهم
نهرُ الحياةِ، فأسلموا للمَورِدِ
صلّى عليهِ اللهُ، ساقيَ أمةٍ
ظَمأى بكوثرِ روحِهِ المتجدّدِ
. .
تمضي به أمَةٌ فيسمعها إلى
أقصى المدينةِ مشفقًا متجملا
ويبرّ من نادى به "أن يعدِلا"
ويعودُ بعد الموتِ قبرَ المعتدي
فتراحموا كي تشعروا بمُحمّدِ
. .
تحتَ المجاعة والحصار الأضَيقِ
والناس قد جَمعوا، فماذا قد بقِي؟
من صَخرةٍ صمّا .. بصدرِ الخندَقِ
شقّ الحديثَ عن انتصارات الغَدِ
فاسبشروا فرجًا بفألِ مُحمدِ
. .
بِبني قريظةَ قال صلّوا.. إذ مَضى
والعصرُ كادتْ شمسُهُ أن تغمِضا
صلّى الصحابةُ في المسالِكِ، وارتضى
منهمْ عبورَ الحرفِ نحوَ المقصَدِ
فلتقصدوا وجَهَ النبيِّ مُحمّدِ
. .
منْ ضم عائشةً بسترةِ بُردِه
لترى الوفودَ وخدّها في خدّه
هزمتْه زينبُ في قلادةِ ودّهِ
ليفكّ قيدَ أسيرِها المستنجِدِ
فقفوا صِغارًا عندَ قلبِ محمدِ
. .
ووقفتُ، تجلدني الرياحُ، مودّعًا
ركبَ النبيّ بدمعتينِ: ألا عُدِ
وكأنّ في شفةِ الرياحِ تساؤلا
أفضتْ بهِ للروحِ .. بعدَ تردّدِ
يا سيّد الإنسان.. هل هو مسلم
من لا يسالمُ باللسان وباليَدِ؟
وحدتنا باللين .. أنك رحمةٌ
{لو كنت فظّ القلب} لم نتوحدِ!
يا سيّد الإنسانِ .. أمتك التي
تشتاق.. بينَ مهجّرٍ ومشردِ
في مسجدِ المنفى الصغير تجمعوا
وتفرقتْ صلواتهم في المسجدِ !!
وتكبّدَ المحرابُ ثأرَ حِرابِهم
منْ فتنةِ السّيفِ التي لم تُغمدِ
فدمٌ ينادي يا أميّةَ، كلما
نهضَ الحسينُ بشعبهِ مِن مَرقَدِ
والمالُ قد باعَ الحقيقة واشترى
والناسُ بينَ: مقلِّدٍ، ومقلَّدِ!
وقد انطوى التوحيد في مطويّة
غدتِ الكتابَ: كتابَ كلِّ مُوحّدِ!
ثار السؤالُ، وكانَ آخرَ مؤمنٍ
لكنّهمْ سَمّوْهُ: أوّلَ ملحِد!
..
يا سيّدي .. وأنا بُحبّك لم أزل
أستلُّ من بينِ الجُموع تفرّدي
يا سيّدي لو أن سبعةَ أبحرٍ
كانت مدادَ محبتي، لم تنفدِ
طوبى لأشواقِ البُصيري.. كلّما
سُئلَ المُحدّثُ عن جَوازِ المَولِدِ!
طوبى لشَوقيَ.. أي ريمٍ بعدهُ
يغري النبوّةَ بالغرامِ الأبجدَي؟
طوبى لنَفسيَ في هواكَ محمدٌ
لا في هواها الواهِمِ المتبددِّ
أفلتُّ حبلَ الله بين حبالِها
فوقعتُ في التفريطِ خوفَ تشدّدِ
فامدد إليّ جناحَ بُردتك التي
طارتْ بكعبَ إلى الرّفيقِ الأسعَدِ
فنسى سُعادَ ووعدها وصدودها
وجنى السعادةَ والجلالَ السّرمدي!
..
شكّلتُ من قلمي ومسبحَتي: يَدًا
وأتيتُ أقرئُكَ السلامَ.. فخُذْ يَدي
..
يوسف الكمالي

Пікірлер: 24

@laytharabi4424 27 күн бұрын

ما شاء الله عليك شاعرنا المبدع الشيخ يوسف كالعادة دائمًا متألق بروائعك الجميلة. الله يفتح عليك.

@mazinal-subhi8013 5 ай бұрын

أخي يوسف، الله سبحانه وتعالى أنعم عليك بنعمة الشعر ومااجمل الشعر عندما يخرج من شاعر مثلك، جزاك الله خيرا.

@yousuf_alkamali 5 ай бұрын

وجزاك ورضي عليك العزيز مازن. سلمت

@user-gk1tj8tn4t 3 ай бұрын

مبدع هالشاعر ، ف صوته راحه وعذوبه 😊❤

@RouhwaRaihan939 7 ай бұрын

اللهم صل وسلم وبارك على حبيبي وسيدي ورسولي محمد صلى الله عليه وسلم

@UmMawadaAlTobi 11 ай бұрын

كلماتك لها وقع جميل وستكون أجمل بدون موسيقى .. بارك الله فيك

@yousuf_alkamali 11 ай бұрын

شكرا لكرم إصغائك أم مودة 🙏🏻

@dr.mahahamedtahaelboghdady3724 10 ай бұрын

ما شاء الله ..صح لسانكم المبدع فى حضرة حبيبنا رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم..بارك الله فيك وفيمن رباك...عسى تنال الدكتوراة بإمتياز 🤲🏽🤲🏽🤲🏽🇪🇬👏🏼👏🏼👏🏼✍️✔️💯❌💯