Рет қаралды 37,852
24 من معالم المذهب الإباضي وآرائه
تفريغ نصي / الفاضلة سكينة نسيم آل عباس
ملاحظة : هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : www.al-saif.net/?act=av&action...
ماهو هذا المذهب وماهي أفكاره وآرائه وكيف تأسس ؟
أتباع هذا المذهب يقولون أن تأسيس المذهب الإباضي كان على يد أحد التابعين بعد جيل الصحابة وهو جابر ابن زيد الأزدي وهو مولود في عمان ولكنه سافر إلى البصرة ونسب إلى الأزديين ، وكانت وفاته سنة 93 هـ قبل نهاية القرن الأول ،أنه كان قريب العصر من الإمام زين العابدين عليه السلام بناء على هذا التاريخ ، وأن هذا الرجل كما يذكرون كان قد أخذ العلم عن عبدالله بن عباس وأبي مسعود وأبي سعيد الخدري وهذه الطبقة من الصحابة وروى الحديث عنهم ، هذا يعتبرونه الشخصية الأولى المؤسسة للمذهب الإباضي .
شخصية أخرى هي التي نسب إليها المذهب وعرف بها وهو عبد الله ابن اباض التميمي وإليه نسبت الإباضية ، هذا متوفي في وقت متأخر وكان قد اشتهر أنه عندما دعاه الخوارج النجدات والأزارقة رفض دعوتهم ، بعد قضية صفين الخوارج استمروا وأصبح لديهم توجه متطرف يشهر السلاح من كان يخالفهم الرأي لا يمانع في أن يقتله وكان يرى قضية القتل أمرا عاديا ويكفر ويقتل حتى الأطفال ونسب ذلك إلى النجدات أتباع نجدة الحروري وإلى الأزارقة أتباع نافع الأزرق ، فهؤلاء دعوا عبدالله ابن اباض إلى أن يكون معهم وليس لك عذر لا بد أن تنهض بالسيف معنا وتقاتل ، الأميون نظام باطل ومن يناصرهم أيضا مثلهم لابد أن يعلن عليه الحرب ، فهو حسب ما يقولون رفض دعوتهم تلك ولم يقبل القيام معهم و رد عليهم برسالة ، لذلك حسب على القعدة ،وكأنما هم ثوار وهم قاعدون ، قعدة بمعنى أنهم لا ينهضون بالسيف ولا يتسعرضون الناس على حسب مذاهبهم ومواقفهم ، فيحسبون عبدالله ابن اباض على هذه الفئة بل أكثر من هذا يزيدون في الكلام عنه أنه كان يصلي وراء الحجاج الثقفي وعبيد الله بن زياد ، يعني ليس فقط لا يشهر السلاح ضد الدولة الأموية وجنودها وعامة من يؤيدها ، وإنما كان يمارس هذا العمل الذي فيه مقدار كبير من ملاحظة السلطة ،وهو قضية الإئتمام بمثل ولاتها.
شخصية ثالثة مهمة عندهم جدا ومؤثرة فيما يقولون وهي شخصية الربيع بن حبيب ، يذكرون أنه متوفي سنة 180هـ وأنه كان صاحب مصنف ، أحاديث وروايات يذكر أنه مثلا في هذا الكتاب الذي يسمونه بالجامع الصحيح حوالي 750 رواية عن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن هذا الجامع الصحيح يعتبرونه هم أصح الكتب بل أصح من الكتابين الصحيحين عند مدرسة الخلفاء البخاري ومسلم ويعتمدون عليه اعتمادا كبيرا ، هذا كله حسب ما يظهر من كلماتهم وكتبهم وأحاديث متحدثيهم .
نقاط اشتراكهم واختلافهم مع سائر المذاهب :
فيما يرتبط بأمور الاستنباط والاستدلال على المسائل الفقهية يشبهون إلى حد كبير أتباع مدرسة الخلفاء ، فهم يعتمدون على القرآن الكريم كمصدر ويعتمدون على السنة النبوية مع الملاحظة التي ذكرنها بأنهم لا يعتبرون صحيح البخاري ومسلم كتابين صحيحين وإنما ينبغي في رأيهم النظر إلى أسانيد كل رواية بل وإلى نقد متنها أيضا وفي هذا المعنى يشبهون شيعة أهل البيت عليهم السلام ، فهم يستشهدون ببعض الروايات التي وردت على أنها روايات صحيحة بينما متنها في رأيهم لا يمكن أن يكون صحيحا ، كما ذكر بعضهم عن أن هناك رواية في صحيح مسلم من أن رجلا جاء إلى النبي وأخبره عن شخص أنه زنا بفلانة فأمر النبي عليا بأن يذهب إليه ويقتله فذهب علي ورآه ليس في هذا الوادي مشغولا في شأنه ، يعني الوشاية والخبر كاذب ذاك الواشي كان غير صادق فرجع إلى النبي وأخبره ، هم ينتقدون يقولون حتى لو هذه الرواية مذكورة في الصحيح وحتى لو كان سندها صحيحا ، إلا أنه لا يمكن أن نصدق أن النبي بمجرد أن يأتيه شخص ويوقل له فلان زنا يأمر عليا بأن يهب لقتله ، هذا أي قاضي من القضاة لا يفعلها لابد أن يأتي بالشهود وينظر في القضية نظرا أوضح من هذا ، نحن ننقد السند في الصحيحين بل وننقد المتن أيضا ، عندهم أيضا فكرة الاجماع كسائر المذاهب عندهم فكرة القياس كمذهب أبي حنيفة ، كما أن القياس من أصول الاستنباط عند مذهب الحنفي أيضا يقبلونه ، عندهم المصالح المرسلة والاستحسان كما هو عند مذهب مالك وعندهم شيء جديد يسمونه مقاصد الشريعة ، مقاصد الشريعة غاياتها العلل والحكم التي جاء بها التشريع هذه أيضا يمكن أن تستنبط منها الأحكام ففي هذه الدائرة يشبهون كثيرا سائر مذاهب مدرسة الخلفاء ، لكن في الموضوع الكلامي سوف نجد أنهم يتفقون أحيانا مع الإمامية والزيدية و يختلفون مع مدرسة الخلفاء وأحيانا يتفقون مع هؤلاء ويختلفون مع أولئك وأحيانا يختلفون مع كلا الفريقين .
مثلا من الأمور التي يتفقون فيها مع الإمامية والزيدية والمعتزلة ويخالفون فيها الأشاعرة وأهل الحديث من مدرسة الصحابة قضية رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ، هل أن الله يوم القيامة يراه المؤمنون أو لا يرونه ؟
أهل الحديث (السلفيين ) يقولون نعم يرى الإنسان ربه يوم القيامة كما يرى البدر ليلة كماله وهكذا الحال في الجملة الأشاعرة الرأي العام أيضا يقولوا برؤية الله عز وجل ، الأشاعرة تقريبا هم المجموع الأكبر لأتباع مدرسة الخلفاء ، المالكية الشافعية هؤلاء يحسبون على مدرسة الأشاعرة بل حتى ذكر عن الماتوريدية يعني ( الأحناف ) نفس الكلام ، في المقابل الإمامية والزيدية والمعتزلة والأباضية يقولون لا يمكن رؤية الله لا في الدنيا ولا في الآخرة لافي اليقظة ولا في المنام ويستدلون على ذلك بآيات القرآن الكريم من " لا تدركه الأبصار "وبروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبأدلة عقلية وبالنسبة للإمامية يضيفون إليها روايات أهل البيت عليهم السلام ، الإباضية هنا يشاركون الإمامية في امتناع رؤية الله يوم القيامة ...