Рет қаралды 29,385
🔴 قوانين سياسة الناس | القانون (3) | فشل الاجتهادات السياسية ينبع من عدم فهم خريطة الإسلام
- أكثر المسلمين في العصرالحديث نظروا إلى الإسلام باعتباره مفردات متناثرة، كمجموعة من الأفكار والقيم أو الأعمال الصالحة أوالأحكام الشرعية، ولكننا نجد أن القرآن عندما يذكر الإسلام، فإنه يتكلم عنه بشكل مختلف؛ فيقول أنه " صراط" أي "طريق" كما قال تعالى: (وأن هذا صراطي مستقيًما فاتبعوه)، فهو طريقٌ مستقيم، له أول وله وسط وله آخر وله مركز وله هوامش وله وحواشي، خريطة كاملة مرسومة لك مسبقًا.
- والله لو شاء لسمّى الإسلام "خزنة" او "ذخيرة" مملوء بالتفاصيل الجميلة والأحكام العظيمة ليأخذ منها كل كل أحد محب للدين مايريد ( كما يحدث الآن)، ولكنه سمّاه "طريقًا" و"منهاجًا"؛ والمنهاج يقتضي الترتيب بين أجزاءه، ويقتضي الاعتماد المتبادل بين تلك الأجزاء، ويقتضى وجود غايات تنــظُم كل تلك الأجزاء، فمنهج الإسلام في تزكية النفوس يتداخل مع منهجه في الدعوة وفي الاجتماع وفي المعاش والعمران وفي المرأة وفي القانون وفي السياسة وفي علاقات الدول .. إلخ، وهو بكليته يقوم على أساسات عقدية واحدة، ويشكل منظومات متداخلة مع بعضها، تجمع بينها غايات كلية ومرحلية، تمكن الفقيه من أن يؤسس الواقع ويصلحه على بصيرة وهداية.
- وبالتالي فإن هذه ليست أفكار نظرية، ولكنها العمود الفقري الذي يشرح الكيفية التي نتعامل بها كأفراد او مجموعات مع الإسلام نفسه، وعلى رأسها طريقتنا في التفاعل مع الشأن العام ( أي السياسة )، ويمكنك من خلالها أن تفهم بعض أسباب الإخفاقات السياسية والدعوية والتربوية للتيارات الإسلامية التي قامت دفاعا عن الإسلام ورغبة في الانتصار إليه.
--وجدير بالذكر أن الإمام الشيخ - فرج الله عنه - رأى أن يشرح تلك المسائل قبل أن يبدأ نشاطه في الشأن العام المصري في مايو 2011، فلم يدلف إلى العمل العام، وينزل بقدمه فيه إلا وقد اطمأن إلى أصوله وفروعه ورؤيته التي أنعم الله بها عليه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
* للاشتراك في برنامج أين الطريق يرجى المتابعة الدورية للصفحة الرسمية للبرنامج على التلجرام:
t.me/WhereIsTheRoad