Рет қаралды 33,219
وجهة نظر سياسية في أغنية ورقصات فلكلورية
فترة الخمس وثلاثين سنة الماضية والتي شكلت مرحلة اشتغالي بالتصوير والإخراج ، دون الزمن الآخر في مهام أعلامية أخرى ، شكلت عندي بعض التجارب ذات العلاقة بتركيبة وسلوكيات المجتمع الليبي ، باعتبار أن برامجي كانت معتمدة على الاختلاط بالجماهير التي كانت هي مادتها الفعلية ، وهذا حتم علىّ الاحتكاك بسكان القرى والمدن من البحر وحتى منطقة أم الأرانب جنوباً مرورا بمدن الجبل الغربي والواحات ، وشرقاً وصلت الى درنه ....
كنت سعيداً بالعلاقات التي بنيتها مع الكادحين والبسطاء درجة أنني دخلت بيوتاً كثيرة ، بل كنت أتحاشى أن يتلقفني أحدهم في قرية أو مدينة وأنا في طريقي الى مدينة أخرى بعدهم ... كانت أجمل العلاقات المترسخة هي مع كبار السن من رجال ونساء ، حيث أجد متعة معرفية كبيرة عند الإحتكاك بهم ...
التجوال كشف لي عفوية الشعب وحبه للحياة وتلقائيته عند التفاعل مع المباهج ... إذ أجد الكثيرين يقفزون للرقص ، في حين أن الآخرين لا يتوقفون عن التصفيق والمشاركة في ترديد الأغاني ... وهذه المواقف سجلتها عدستي ، بل أعطيتها حيزاً كبيراً من تركيزي واهتمامي ،وقد يستوقف البعض الشريحه العوية المتفاعلة مع الفنون ، مما يعني أن من يسوق الى أن هذا الشعب إرهابي بتصديره للإرهاب ، انما هو فقط مشارك في الجريمة بمحاولة تلفيق التهم وتعمية العيون ، فوجود ثلة من المجرمين الذين لا تخلو منهم بقعه ، لا يجعل من كل الشعب أو غالبيته ارهابي...!!!
قررت أن أخرج هذه الأغنية ( عالي الدرجات ) للصديق العزيز الفنان الكبير محمد السيليني ، الذي كان قبل سنوات قد أرسل لي ألبومه الذي يحتوي هذه الأغنية ، وعمدت في إخراجي هذا الى استثمار أكبر قدر ممكن من الرقص الشعبي التلقائي من جموع المواطنين البسطاء ، كباراً وصغاراً حتى الأطفال ، رجالاً ونساءً ، مع التطعيم بلقطات لفرق شعبية معتمدة ، والرسالة مبتغاها أن هذا هو النموذج التلقائي الطبيعي للشعب الليبي الذي يطرب للفنون ، ويتمايل مع الأنغام ، ولا يجد حرجاً في أن يعبر كل بطريقته ... وبالتالي فإن هكذا شعب لا يمكن له التنازل عن مباهجه و قبول الإرهاب فما بالك بتصديره ...!!!!
أفراد الشعب هنا في هذه الأغنية متوزعون بين : مرزق/ غدامس / مكنوسة / الحوامد / تيجي / الجوش / كاباو / صبراته ، في حين شاركت فرق فنون شعبيه من : الجبل الأخضر / بنغازي / صبراته / درج / غدامس / كاباو ...
والسؤال : ما الذي تبقى لنا اليوم ؟؟؟ وهل تستقيم البهجه مع ما تعاني منه البلاد ؟؟؟ قد يكون .....
أتوجه هنا لتجديد التحية والتقدير لكل فرد ظهر في الأغنية من رجال ونساء ،كبار وصغار ، باعتيار أنني أعرفهم تقريباً فردا فرداً رغم نسياني للأسماء الآن ، فعلاقتي بهم جميعاً كانت مبنية على الحب والود والتقدير وكثير من مشاكساتي المعتادة ، ولم تكن العلاقة مبنية على ساعات الإلتقاط فقط ، وأترحم على من غادر منهم سائلاً العلي القدير أن يسكنهم فسيح جناته ...ويمنح البقية حياة ملؤها الطمأنينة والرضى ..
عزالدين عبدالكريم
19/ 7 / 2015