Рет қаралды 45,242
تقدم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب بالشكر للشعب الشيشاني ورئيسه فخامة الرئيس رمضان أحمدوفيتش قديروف، على استقبال الأزهر الشريف، وأعرب عن سعادته بمشاركة الأزهر في هذا المؤتمر واعتبره جميلا تسديه الشيشان إلى المسلمين غي مشارق الأرض ومغاربها بل إلى العالم كله مسهمة به في إطفاء الحرائق والحروب اللاإنسانية التي يشعلها من يقدّم نظرياتٍ مرعبة كحتمية الصراع الحضاري ونهاية التاريخ وغيرها.
وأكد الإمام الأكبر أن التساؤل الذي يطرحه المؤتمر في بحثه عن "من هم أهل السنة والجماعة؟" هو بحثٌ عن تشخيص الداء الذي أصاب الامة وأنهكها وبحثٌ عن الدواء الذي رجى أن تكشف عنه أبحاث العلماء المشاركين.
كما بيّن فضيلته أن مفهوم أهل السنة والجماعة كام في عصور التألق العلمي والحضاري ملهما للعلماء والأئمة حاميا للأمة بسياج من منيع من أخطار التشرذم والتشتت، وأن هذا المفهوم قد نازعته في الآونة الأخيرة دعاوى وأهواء لبست عمامته شكلا وخرجت على أصوله وقواعده، فأصبح مفهوما مضطربا شديد الاضطراب عند عامة المسلمين بل خاصتهم، حتى صار نهبا لدعوات ونحل وأهواء كلها ترفع لافتة مذهب أهل السنة والجماعة وتزعم أنها المتحدث الوحيد باسمه، وكانت نتيجة ذلك تشتت المسلمين وتمزقهم بتمزق هذا المفهوم وتشتته، حتى صار التشدد والتطرف والإرهاب يدّعي وصلاً بأهل السنة والجماعة كذبا على الناس وجهلا بتراث الامة.
ثم أجاب فضيلة الإمام الأكبر عن سؤال المؤتمر "من هم أهل السنة والجماعة؟" بما استدعاه من منهج التعليم الأزهري الذي يقرر أن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث وأتباع المذاهب الأربعة وأهل التصوف، وساق فضيلة الإمام الأكبر أدلة على هذا من كلام علماء الأمة وأئمتها، ثم تعرض فضيلته للتعريف بالإمام الأشعري مؤكدا أنه إمام أهل السنة والجماعة ومبينا أن منهجه قائم على التوسط واليسر وأنه منهج يجمع بين الإيمان بالنقل واحترام العقل استطاع بهذه الخاصية حافظت على وحدة الأمة على مر القرون وكان باعثا للنهضة العمرانية والحضارة المادية والعلمية في شتى الميادين.
وفي ختام الكلمة سرد فضيلة الإمام بعض الخصائص التي تميز بها المذهب الأشعري وهي:
- أنه ليس مذهبا جديدا بل هو عرض أمين لعقائد السلف بمنهج جديد كشف فيه عن الاتساق الكامل في الواقع بين النقل والعقل، والذي عجز عنه غلاة النصيين وفي مقابلهم المعتزلة فكان مذهبا وسطا.
- أنه المذهب الوحيد الذي لا يكفر أحدا من أهل القبلة.
وأكد أن أهل السنة والجماعة هم جماهير الامة الإسلامية وأن مذهبهم هو الذي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالاعتصام به والإمساك بطوقه حين يضطرب أمر المجتمع المسلم وتغشاه الفتن.
ودعى أصحاب الأفكار المتطرفة الذين تنكبوا عن هدي مذهب أهل السنة والجماعة أن يثوبوا إلى رشدهم ويعيدوا قراء القرىن بفهم صحيح وقلب سليم ويستضيئوا بقبس من نور نبيهم صلى الله عليه وسلم.
وختم كلمته بنداء لأهل الشيشان أن يتمسكوا بمذهب أهل السنة والجماعة وهو مذهب الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث وأهل التصوف والسلوك وان يجعلوه منهجا للتربية والتلعيم في مدارسهم وجامعاتهم وأن يقفوا بالحجة والبرهان لكل من يحاربه أو يتوقح عليه أو يحاول أن يستبدل به مذاهب ضالة مضلة مبتدعة ومخترعة لم تجني الأمة من دعواتها المنكرة إلا القتل والخراب والدماء والحقد والإساءة للإسلام والكراهية للمسلمين.
رابط الكلمة www.tabahfounda...