Рет қаралды 122,936
نلاحظ إنهيار المقبالي أمام الشيخ حسام في قوله تعالى
"وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي "
إستدل الشيخ حسام على أن الله يتصف بأنه "يرى" بضم الياء لأنه لما طلب منه موسى عليه السلام أن يرى داته، نفى قدرة موسى على الرؤية فقال - لن تراني - و لم ينفي عن داته العلية قابليتها للرؤية. و لو كانت "الرؤية" صفة نقص في حقه سبحانه - كما يدعي الإباضية - لوجب أن ينفيها الله عز وجل عن نفسه...
و مثال دلك لو طلب رجل من الله أن يريه نفسه و هو يأكل تعالى الله عن دلك - لما جاز أن نرد عليه بقولنا لن تستطيع أنت أن ترى الله و هو يأكل - إد أن معنى دلك أنه يجوز على الله أن يأكل - تعالى الله عن دلك علوا كبيرا - و لكن كل ما في الأمر أن هدا الرجل لن يستطيع أن يراه و هو يأكل" فلا يمكن إلا أن نقول: الله لا يأكل إد أردنا تنزيه الله عن صفة الأكل إبتداء - فيكون نفي الأكل عن دات الله مباشرة و ليس عن قدرة السائل على رؤيتها. فلو كانت صفة الرؤية في حق الله نقصا لما جاز إلا أن ينفي الله عن نفسه هده الصفة إبتداء فيقول "أنا لا أرى" أو "انا لست مرئيا" ... لا أن ينفي قدرة موسى على أن يراه سبحانه "لن تراني". و لكن لما كانت الرؤية ليست صفة نقص في حقه سبحانه و كانت جائزة عليه قال - "لن تراني". المقبالي تخبط في هده النقطة أيما تخبط و لم يستطع دفع لازمها عن نفسه... و كأنه يرى الحق و يتعامى عنه ... و قد تتبعت كل كلام المقبالي فلم أجد ردا على هده النقطة أبدا. و لكن لم تكن هده النقطة الوحيدة التي لم يستطع المقبالي دفعها بل هناك نقاط أخرى في نفس الآية ألجمته الحجة .
النقطة الثانية التي هدمت عقيدة الإباضية في إنكار الرؤية من طلب موسى عليه السلام الرؤية من ربه.. إنقطع المقبالي عن سؤال الشيخ حسام: لماذا طلب موسى من الله الرؤية؟ هل يليق أن يطلب موسى عليه السلام من ربه شيئا هو نقص محض في حقه؟ مثلا هل يجوز أن يطلب من الله أن يأكل أو ينام و هذه صفات نقص؟
الجواب لا، فلو كان وصف الله تعالى بكونه مرئيا هو نقص لا يليق بالله فكيف يطلب موسى من الله أن يراه؟ أم إن موسى عليه السلام - و هو رسول - كان يجهل ما لازمه نقص محض في حق الله؟ فيجوز أن نقول أن أنبياء الله لا يعرفون ما إذا كان يجوز أن يوصف الله بالنوم و الأكل و الرؤية - لو كانت الرؤية نقص محض في حق الله كما يزعم الإباضية؟ لم يجرؤ المقبالي أن يتهم موسى عليه السلام بأنه كان جاهلا بما يجوز و لا يجوز على الله ... و أقر أن نبي الله موسى لا يطلب من ربه ما لازمه نقص محض في حقه... فكان السؤال: لماذا إذا طلب نبي الله موسى من ربه أن يراه إن لم تكن صفة الرؤية جائزة في حق الله؟؟؟
فقال المقبالي: ليقيم الحجة على اليهود كما أقام الحجة إبراهيم على قومه في قوله لما رأى القمر و الشمس "هذا ربي"... فكانت الصفعة القاصمة التي تلقاها المذهب الإباضي و التي ألجمت المقبالي ... لما قيل له: و لكن أحدا من قوم موسى لم يكن موجودا مع موسى لما طلب رؤية ربه...فبهت المقبالي و تخبط و قال أنه أجاب عن هذه النقطة ... و قد تتبعت كل كلام المقبالي فلم أجده إلا مكابرا في هذه المسالة... حيث أن الرجل لم يجب و مع ذلك يصر على باطله بعد أن أقيمت عليه الحجة...