Рет қаралды 19,791
المرجع و المفكر الاسلامي
آية الله السيد كمال الحيدري
عنوان الدرس| بحوث في طهارة الإنسان (38)
كان الكلام في الآية الخامسة من سورة المائدة، قال تعالى: (اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم) هذا المقطع من الآية لو كنا نحن والقرآن الكريم يعني منطقنا منطق القرآن وفقهنا فقه القرآن، هذا المقطع من الآية المباركة بالمعنى الذي اشرنا اليه في المبحث الاول ان الطعام كل ما يؤكل، فهذه الآية باطلاقها دالة على: اولاً طهارة اهل الكتاب، وثانياً جواز اكل ذبائح اهل الكتاب، لماذا؟ لأنه من طعامهم اللحوم وهذه اللحوم يعطوها بيد المسلمين يذبحونها ام هم يذبحونها؟ من الطبيعي رغم طعامهم، طعام الذين اوتوا الكتاب كما لو قال طعام المسلمين ما معنى طعام المسلمين؟ يعني الطعام الذي يهيؤنه اعم من ان يكون حبوب او غير الحبوب من اللحوم او غير اللحوم، مما مسته ايديهم ام لم تمسه ايديهم، كانت رطبة او لم تكن رطبة.
ولذا لو كنا نحن وفقه القرآن فقه القرآن ماذا يقتضي؟ هذا المعنى الذي اشرنا اليه، ولذا تجدون السيد البجنوردي هذه عبارته يقول: يقال واما الاستدلال لطهارة اهل الكتاب بأن يقال طعام الذين اوتوا الكتاب مطلق يشمل ما باشروه بالرطوبة وما يباشروه، فاذا كان ما باشروه مع الرطوبة حلالاً فلابد بقول طهارتهم، والا لو كانوا نجسين فما باشروه مع الرطوبة يكون نجساً، فيكون اكله حراماً لحرمة اكل النجس، فحليته مطلقاً تكون ملازمة مع طهارتهم، بل اكثر من هذا المعنى يدل على ماذا؟ ان ذبائحهم تكون حلالاً فاذا كان حلالاً بمعنى أنّ ذبائح اهل الكتاب تكون جائزة، هذا منطق الاية المباركة بغض النظر عن اي شيء آخر، لماذا؟ لانه لغوياً قلنا الطعام هو كل ما يؤكل، وان كان هناك لغة اهل الحجاز مختصة بالبر خاصة، والا مطلق ما يؤكل فإنه يكون مشمولاً للآية المباركة.
نحن صرنا بصدد اثبات قرائن داخلية وخارجية وقلنا مرادنا من القرائن الخارجية يعني مجموعة الآيات الواردة في القرآن، وقد استعملت مفردة الطعام أيضاً ليست مفردة طعم يطعم ويطعمه لان السيد الطباطبائي يقول لابد ان نميز بين طعام وبين يطعمه، يطعمه قد يكون شامل ولكن الطعام مختصٌ بالبر الان انا لا اعرف من اين جاء الفرق بين الطعام وبين يطعم، الاخوة الذين يريدون ان يراجعون السيد الطباطبائي المجلد الخامس صفحة 213 يقول: وليت شعري ماذا فهم من قوله (الطعام) فلم يلبث أن أورد عن قوله يطعمه وقوله طعمة من مشتقات الفعل، وانما قالوا ما قالوا في لفظ الطعام، يقول الشيعة قالوا ان الطعام مختص بالبر وبالحبوب لا مشتقاته لا في الافعال المصوغة منه، انا لا اعلم من اين جاء بهذا الكلام هذا كلامه في البر.
واقعاً ما وجدته ان كلام السيد الطباطبائي يستحق التعليق حتى أأتي به لانه واقعاً كلام فقط حتى يدفع اشكال صاحب المنار، والا لا يوجد اي دليل علمي على الذي ذكره، ولذا شيخنا الاستاذ الشيخ جوادي عادة الذي يتعرض لكلمات السيد الطباطبائي تعرضاً أو نفياً أساساً لم يذكر هذا الكلام لعدم استحقاق ان يذكر، ما هو الفرق بين طَعَم وطعم حتى ان تقول الطعام مختص بالبر خاصة؟ اما يطعم فيشمل غير ذلك