وجب التنبيه أن الجويني أشعري صِرْفٌ، عقيدته متخبطة بشدة، عليه من الله ما يستحق، تكلّم وطعن في الإمام الآجري رحمه الله (المتوفى ٣٦٠ للهجرة) أفظع طعن فقال الجويني عنه: قد جمع أبوابا لا يجمعها إلا زنديق، يقصد كتاب الشريعة الذي هو من صروح السُّنَّة في تقرير عقيدة السلف وأهل السُّنّة فنقل فيه كلام الله ورسوله واعتقاد الصحابة وأقوالهم ومن بعدهم من أئمة الدين كابن المسيب وابن جبير والحسن والأوزاعي ومالك وسُفيان وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق وأبو عُبيد وغيرهم من أئمة الدين الكثير والكثير نقل عنهم اعتقادهم وردهم على أهل البدع وزجر المرجئة والقدرية والأشعرية وغيرهم وبيان ضلالهم، فقال شيخ الإسلام ردا على الجويني ودفاعا عن الإمام الآجري: هذا الكلام لا يقوله إلا من كان أبعد الناس عن معرفة هؤلاء الأئمة وكلامه رجما بالغيب، يدل على قلّة علمه بالحق، ومن هذا الظن الناشئ عن الاعتقاد الفاسد هذا الكلام، الذي فيه من الفرية والضلال والجهل ما لا يخفى على أدنى الرجال. [كتاب التسعينية لشيخ الإسلام]