ادلة تثبت ان اية النظر هي الانتظار :- ١. الآية لا تتكلم عن ما بعد دخول الجنة. ورؤية الله معهم هي في الجنة. فالآية تصف حال الفريقين في المحشر , بدليل قوله عن الفريق المقابل "وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة. ووجوه يومئذ باسرة تظن.." فهم لم يدخلوا الجنة والنار بعد. بل أن سورة القيامة كلها تتكلم عن البعث من الموت والمحشر. ٢. لم ترد في القرآن لفظة "ناظرة" بمعنى الرؤية إطلاقا, بل جاءت بمعنى الانتظار, كقوله تعالى "فناظرة بما يرجع المرسلون", ناظرة أي منتظرة. ٣. النظر أسند إلى الوجوه, وعند العرب إذا أسند النظر إلى الوجوه لا يأتي إلا بمعنى الانتظار والاستبشار والأمل, وهذه أشعار العرب في ذلك: قول حسان بن ثابت: وجوهٌ يوم بدر ناظراتٌ إلى الرحمن يأتي بالفلاحِ. وهذا البيت من محجوجات العرب التي تعد الأكثر ثبوتا, والبيت هو في ديوان حسان. وقول البعيث: وجوهٌ بها ليل الحجاز على النوى إلى مَلِكٍ كهفِ الخلائق ناظرةٌ. فلا يأتي النظر المسند إلى الوجوه بمعنى الرؤية, إطلاقا. ٤. النظر إذا تعدى بإلى ومجرورة أعلى مكانة فإنه يحمل على الانتظار والأمل, وأشعار العرب في ذلك كثيرة جدا, منها: كقول الحطيئة: فما لك غير تنظار إليها كما نظر الفقير إلى الغنيّ. أي فما لك غير انتظارها كما ينتظر الفقير الغني ويأمله. وقول جميل بثينة: إني إليك لما وعدت لناظر نظر الفقير إلى الغني الموسر. أي أنتظر وآمل وعدك كما يأمل الفقير وينتظر من الغني. وكقول النابغة: نظرت إليك بحاجة لم تقضها نظر السقيم إلى وجوه العُوَّد. أي انتظرت حاجتك كما ينتظر السقيمُ عُوّادَه. وقول آخر: كل الخلائق ينظرون سجاله نظرَ الحجيج إلى طلوع هلالِ. أي ينتظرون عطاياه انتظار الحُجاج طلوع الهلال. ٥. النظر إذا تعدى ب"إلى الله" فلا يعني إلا الأمل والانتظار, كما في معجم لسان العرب لابن منظور: "إنما أنظر إلى الله ثم إليك, أي إنما أتوقع فضل الله ثم فضلك". وقال الخليل بن أحمد: "إنما أنظر إلى الله وإلى فلان من بين الخلائق: أي أنتظر خيره ثم خير فلان". هذا كلام إماميّ أهل المعاجم وعلَميّ أهل اللغة الخليل بن أحمد, وابن منظور. وقال ابن حيان: "أنا إلى فلان ناظر ما يصنع بي: يريد التوقع والرجاء". وهي على نظير الآية "إلى ربها ناظرة". وجميع أشعار العرب الكثيرة التي تعدى النظر ب إلى الله كلها جاءت بمعنى الانتظار والنظر بعين الأمل. ٦. اللوازم: هناك الكثير من لوازم النقص التي تلازم المرئي, فلا يخلو منها مرئي, أهمها: التحيز, والحدود, والتبعيض, والجهة,.. فلو لم يكن متحيزا لما كان في جهة, ومقابلا لمن يراه. ولم لو يكن محدودا لما كان في مكان. فما أصغر وجه يجول بين أطرافه الناظران. ٧. انسجام الآيات وتقابلهما: فالفريق الأول ينتظر الثواب "ناظرة", والفريق الثاني يتوقع العقاب "تظن". فكلاهما ينتظران ويأملان ويتوقعان: "ناظرة" , "تظن". الأول يأمل خيرا, والثاني يأمل شرا. ٨. "إلى ربها ناظرة" تقديم المعمول على عامله يؤذن بقِصره عليه, وهي من أساليب الحصر, أي لا تنتظر الثواب إلا من الله. ولا يمكن أن تفسر بالرؤية إطلاقا, لأنها ستعني أنهم لا يرون إلا الله, فلا يرون نعيم الجنة ولا حورها ولا قصورها. ٩. إن الله أخبر أن السبب في أن الوجوه "ناضرة" هو "إلى ربها ناظرة" وهي نضارة المؤمنين في المحشر , كقوله: "وجوه يومئذ مسفرة, ضاحكة". ولو فسرت "ناظرة" برؤية الله في الجنة فإنها ستعني أن الوجوه "ناضرة" بسبب رؤية الله, فيعارضه بما أخبرنا الله به عن سبب نضارة الوجوه في الجنة وهو التنعم في الجنة, فقال: "تعرف في وجوههم نضرة النعيم". 🔟١٠. خير ما يفسر القرآن هو القرآن. "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة" "وجوه يومئذ مسفرة, ضاحكة مستبشرة, ووجوه يومئذ عليها غبرة" فهذه مسفرة مستبشرة, ومستبشرة تعني أنها لم تدخل الجنة, مستبشرة بما ينتظرها من الثواب. وتلك ناضرة ناظرة أي مشرقة تنتظر الثواب. فكلاهما تصفان حاليّ أهل المحشر وما ينتظرانه. ١١. تفسير "إلى ربها ناظرة" بالرؤية يتعارض مع آية محكمة "لا تدركه الأبصار". والله يقول نافيا التعارض في كتابه: "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيرا". ومما يعارضها هو استحالة الرؤية للأنبياء رغم تهيئة الظروف التالية: النبي محمدﷺ : الذي أعرج به إلى سدرة المنتهى التي عندها جنة المأوى لم ير ربه, فأي جفاء أشد من أن يقطع إليه تلك المسافة فيحتجب عنه لو كان يُرى. بل علل النبيﷺ عدم رؤيته ربه لما سألته عائشة فأجابها متعجبا من سؤالها: نور أنّى أراه?!!! وأجابت السيدة عائشةُ مسروقا لما سألها عن المعراج هل رأى محمد ربه? فقالت بشدة: لقد قفّ شعري مما قلتَ. كليم الله موسى: أجابه ربه لما طلب رؤيته بسبب إصرار قومه: "لن تراني". والنفي ب"لن" يفيد التأبيد, لا سيما فيما يتعلق بالله الذي لا تغيره الدنيا ولا الآخرة. فموسى كليم الله لن يرى ربه "لن تراني", فهل سيراه من هم دونه? بل أعلن موسى إيمانه بعدم رؤية الله بعد تنزيهه وتوبته من سؤاله, فقال: (فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) ١٢. تفسير مجاهد بالانتظار, وهو التفسير الصحيح سندا, وضعف تفسرها بالرؤية سندا. حيث رواها الطبري في تفسيره: "حدثنا أبو كريب, قال: ثنا عمر بن عبيد, عن منصور عن مجاهد (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) قال: تنتظر منه الثواب". تفسير الطبري ج٢٩. ص١٩٢ وقد رواها الطبري عنه من خمسة طرق صحيحة, وكلها يفسرها مجاهد بانتظار الثواب. وكذلك تفسيرها بالانتظار مروي عن جمع من الصحابة كالإمام علي, وابن عباس, وابن عمر. أما التفاسير المنسوبة والتي فسرتها بالرؤية فهي ضعيفة الإسناد كلهن. انظر "الميزان القسط" ص: ٩٤ - ١٠٣ ولم يصح سندا من تفسيرها المنسوب إلا تفسيرها بالانتظار. انظر "الميزان القسط" ص: ١٠٣ - ١١٠
@25619801980625 Жыл бұрын
عجبا للسادة الاشاعرة مع انهم ينزهون الله عن الصورة والجسم الا انهم يجوزون الرؤية فماذا سيرون ( وهذا ما كان يطلب المعتزلي ايضاحه من الاشعري)
@محدشاف-ك8ك2 жыл бұрын
لا حول ولا قوة إلا بالله إذا كان هذا القاضي يمثل المعتزلة فوا خسارتهم
@talalizzi6 ай бұрын
هذا المعتزلي لا يرقى لفهم هذا الكلام
@mohammeda53452 жыл бұрын
حتى المعتزلة صاروا أغبياء مو بس الوهابية، لا حول ولا قوة الا بالله.
@25619801980625 Жыл бұрын
( لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار) 👈 ان الاية فيها نفي الرؤية وبخلاف الوهابية التي اثبتت معنى الاحاطة وهذا خطا لان الادراك بمعنى اللحوق وادراك البصر اى روية وادراك السمع اي سمع وكذلك هذا ما استدلت به السيدة عائشة عندما سالها مسروق عن روية الرسول لربه فاستدلت بهذه الاية لنفي الروية.... 👈 ثانيا ما يثبته الله لنفسه او ما ينفاه يكون دنيا واخرى فمثلا ليس له شريك وليس له زوجه وليس له ولد وكذا لا تدركه الابصار هذا يكون في الدنيا في الاخرى... 👈 الاشعري يقول ان بعضهم سيرونهم (المومنين) يوم القيامة والبعض لا يرونه ( الكفار) واستدل باية وجوه ناظرة الى ربها ناظرة وهذه الاية جاءت في سياق الموقف في الحشر والمعروف ان كل الخلائق المومنين والمنافقين والكفار كلهم في المحشر وكلهم ينظرون الى الله وهذا يخالف قول الاشعري ( سلب العموم لا يفيد عموم السلب)..... 👈 ان القول بجواز الرؤية ليس حكم فصل في الرؤية فهو اما انه يرى او لا يرى اما الجواز نفسه كحكم يفيد الظن وليس القطع ‼️ 👈 قول الاشعري بما نقله عن المعتزلي ان الله يرى بحاسة سادسة ليس عليها دليل نقلي....
@MAHMOODALKHAWALDIOman4 ай бұрын
الأشعري المعتصم بعد مضي ثلاثون دقيقة من المقطع فهو يلف ويدور ويتهم ويثرثر كأنه مستحي من عقيدته ولا يريد أن يبديها ....!؟ أول مرة أعرف أن التمدح بآية { لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَهُوَ یُدۡرِكُ ٱلۡأَبۡصَـٰرَۖ وَهُوَ ٱللَّطِیفُ ٱلۡخَبِیرُ } بمنع أن تدركه الأبصار هي ثبات للرؤية مثل التمدح الله بأنه لم يتخذ ولدا { وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی لَمۡ یَتَّخِذۡ وَلَدࣰا وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ شَرِیكࣱ فِی ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ وَلِیࣱّ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِیرَۢا } [سُورَةُ الإِسۡرَاءِ: ١١١] يعني يوم القيامة حسب عقيدة الأشعري المعتصم يمكن أن يتخذ ولدا مثل الآية لا تدركه الأبصار يمكن رؤيته ...!؟ ثم الأشعري يقول بأن الله يخلق حاسة السادسة لرؤية ربهم يعني خلق جديد للمؤمنين وهذا يغاير عن الكفار في النار الذي لا يملكون هذه الحاسة التي لا توجد في الحياة الدنيا وبعدين الأشعري مشخصنها ويأتي بكلام غير أثبات من كتب المعتزلة ويقاطع كثير وهذا دليل بضعفه في العقيدة. (((الاستاذ القاضي المعتزلي قوي في عقيدته بعدم الرؤية ))). الحمد لله عقيدة عدم الرؤية هي عقيدة الاسلام الصحيحة بآيات محكمة { لَّا تُدۡرِكُهُ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَهُوَ یُدۡرِكُ ٱلۡأَبۡصَـٰرَۖ وَهُوَ ٱللَّطِیفُ ٱلۡخَبِیرُ } 〔 لَیۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَیۡءࣱۖ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ } وإلا ستكون رؤية الله مثل ما ترى البشر يوم القيامة الملائكة والشياطين والجن وغيرها فيكون الله مثلها يُرى يوم القيامة فيكون الله أقل شئنا من خلقه التي لا يمكن رؤيتها دنيا وأخرى { فَلَاۤ أُقۡسِمُ بِمَا تُبۡصِرُونَ (٣٨) وَمَا لَا تُبۡصِرُونَ (٣٩) } [سُورَةُ الحَاقَّةِ: ٣٨-٣٩] وهناك أدلة أخرى قول الله لنبيه موسى لن تراني نفى رؤيته دنيا وآخره لأنه لم يستثني شيئا.